مـن يـكـسب الـوقت يـكـسـب كـل شـيء .
فالوقت رأس المال ، وهو الرصيد الفعلي للإنسان ، فوقتك هو عمرك فكلما مر شيئاً منه ، ذهب شيء من عمرك .
يقول علي الطنطاوي رحمه الله : (حياة الإنسان تقاس بعرض الأحداث لا بطول السنين ) .
عرض الأحداث بمعنى مقدار الإنجاز ، فالإنجاز هو عبارة عن حجم الإنجاز مقسوم على الفترة الزمنية له .
لن نطيل في تعريف الوقت ومعناه ، فالمعروف لا يعرّف ، ولندخل مباشرة لصلب موضوعنا .
كيف يمكن اغتنام الوقت لتحقيق أكبر عائد ممكن دينياً ودنيوياً ؟
ما هي الوسائل لذلك ؟ وما هي عوائق ذلك ؟
يطيل كثير من الناس في وضع جداول لترتيب وقته وتوزيع أعماله ، وهذا قد يكون جيد ، لكن حجر الأساس الذي تبنى عليه عملية تنظيم يقوم على عاملين رئيسيين هما :
ترتيب الأفكار .
تحديد الأهداف .
فقبل أن تضع جدول لتنظيم وقتك اسأل نفسك ما هو هدفك ، وما مقدار حجمه وما هي مدة انجازه ، هذان العاملان كجناحي الطير ، لا يمكن الاستغناء عن أي منهما ، في عملية تنظيم الوقت .
ومن أجمل ما قرأت في ذلك ، ست خطوات ذكرها الدكتور نجيب الرفاعي يمكن من خلالها تحقيق أكبر استفادة ممكنه من الوقت.
سأذكر الخطوات الست ، وبعد ذلك سيكون المجال مفتوح للجميع كما جرت العادة في نقاشاتنا ، للإضافة والتعقيب ، إبداء الرأي حول الموضوع .
الخطوات الست هي :
1 ـ أن تكون الأهداف مقاسة : بمعنى أن يكون الهدف معروف حجمه ومدة تحقيقه ، على سبيل المثال : كأن تضع لنفسك هدف أن تتعلم اللغة الإنجليزية من المستوى التأسيسي إلى المستوى السادس خلال ستة أشهر . فهذا هدف يمكن قياسه ، حيث تعرف بدايته ونهايته .
2 ـ وجود خطة واضحة : فكما أن البيت لا يبنى إلا بمخطط ، ويكون البناء بالتدرج ، فكذلك الخطط وتحقيق الأهداف لا يكون إلا بالتدرج . لنطبق هذا البند على مثال اللغة الإنجليزية ، الهدف كان الوصول للمستوى السادس خلا ستة أشهر ، إذن كل ما عليك هو أن تقسم هدف في ستة أشهر على أجزاء صغيرة موزعة على الستة أشهر . (وتوضيح هذه في الخطوة التالية ).
3 ـ عمل قائمة بأول الأسبوع موضح بها المطلوب إنجازه خلال الأسبوع ، ثم تقسيم ما فيها على الأيام وبهذا يكون واضح لك ما يجب عليك إنجازه في اليوم حتى تصل لهدفك . فلو طبقت ذلك على مثال اللغة الإنجليزية سيتضح لك ما يجب عليك إنجازه في اليوم حتى تصل للهدف النهائي بعد ستة أشهر . وعند ذكره لهذه الخطوة ركز الدكتور نجيب على نقطه هنا وذكر قاعدة ذهبية في حفظ الوقت وهي : ( ارفض أن تعمل أي شيء ليس في القائمة مهما كان إلا بعد أن تنتهي من قائمتك اليومية ) لأنك لو فعلت ذلك ستتعود على ضبط حياتك ، وسينتظم وقتك ، وستقضي على التشتت والذي غالباً ما تهدر أوقاتنا بسببه .
4 ـ تحديد الأولويات : هناك قاعدة تسمى قاعدة 80-20 ومعناها أن الأشياء التي تعملها في يومك يكون 20% منها يوازي في الأهمية الــ 80% المتبقية : قسم أعمالك اليومية إلى فئات : أـ مهم جداً . ب ـ مهم . ج ـ أقل أهميه . وابدأ بالأهم فالأهم ، بشرط مراعاة ما يلي : أن بعض الأعمال لا تنجز إلا في الوقت المناسب لها مثل أن تكون الرياضة في أوقات الحيوية كالصباح أو المساء ، والبحث لا يكون إلا في وقت صفاء الذهن ، و نحو ذلك .
5 ـ التركيز : إعطاء كل العقل لشيء واحد فقط في أي وقت . بمعنى : إذا بدأت بشيء فلا تتركه أبداً حتى تنتهي منه . على سبيل المثال لو كان لديك مجموعة كتب وتريد قرأتها وبدأت بأحدها فلا تقرأ كتاب غيره حتى تنهيه . ويقول الدكتور نجيب الرفاعي معلق على هذه الخطوة أن من يطبقها سيلاحظ مع مرور الوقت أن ما كان ينجزه في أسبوع أصبح ينجزه في يوم واحد .
6 ـ إذا أردت أن تفعل شيئاً فأبدا من الآن : عود نفسك بالعمل من الآن وابتعد عن التأجيل . طبعاً لا يعني ذلك أن تبدأ بالعمل وأنت لم تكمل استعدادك له . والمقصود هنا إذا كان متوفر لديك ما تحتاجه في أي عمل فابدأ من الآن ولا تؤجل .
ولا شك عندي في أن كثير منا إن لم نكن كلنا ، قد وضعنا برامج وخطط لاستغلال أوقاتنا ، وتحقيق أهدافنا ، فمنا من نجح ومنا من فشل .
لذلك ليذكر كل منا تجربته ، وما هي العوائق التي واجهته ، وما هي عوامل نجاحه وغير ذلك مما يكون بذكره عموم الفائدة والنفع .