مرحلة ما قبل الخمسينيات

شهدت دولة الكويت عام 1936م بداية العمل المؤسسي القائم على ملامح واضحة وقد تمثل ذلك في إنشاء مجلس المعارف للإشراف على مرافق التعليم بشكل يواكب أساليب العصر ، ووصول أول بعثة من المدرسين العرب.

مرحلة الخمسينيات
ومع التدفقات النفطية انطلقت التجربة الكويتية إلى آفاق نهضة حديثة تحاول اللحاق بركب القرن العشرين ،

وتمثل ذلك في إعتماد مجانية التعليم كمبدأ أساسي للعمل ، والتوسع في تعليم الإناث ، والتوسع في إرسال البعثات إلى الخارج وربط التعليم بالثقافة. وقد أسفر هذا التطور عن حركة تعليمية وثقافية أسهمت في إرساء الدعائم الحضارية الحديثة في دولة الكويت.

ومن العلامات البارزة الدالة على تقدير الدور الثقافي للكويت في الخمسينيات ، إستضافتها للمؤتمر الرابع للأدباء العرب ، وكان ذلك في عام 1958م وكان ترتيبها بين الدول التي إستضافت هذا المؤتمر الدولة الرابعة بعد القاهرة ودمشق وبيروت ، وقد حضر هذا اللقاء وفود ست عشرة دولة عربية.

مرحلة الستينيات
بعد الاستقلال ومع بداية بناء الدولة الحديثة ، وضع دستور جديد للكويت جسد طموحات المجتمع الجديد ، حيث نصت المادة السابعة منه على أن ” العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع .. ” ، وفي مواد أخرى نجد ” حرية الاعتقاد مطلقة …” حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، “حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة ” ، هذه الأحكام باتت أحد الركائز في رسالة الكويت الثقافية إلى العالم الخارجي ، وفي عام 1966م تم افتتاح جامعة الكويت لتعطي بعدا جديدا لحركة التعليم والثقافة في دولة الكويت بإعتبار أن للجامعة دورا ثقافيا في المجتمع قبل أن يكون لها دور تعليمي ، وقد قامت جامعة الكويت ولا تزال بهذا الدور الكبير.

مرحلة السبعينيات
في 17 /7/1973م صدر مرسوم بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، وقد حددت المادة الثانية من المرسوم أهداف المجلس فيما يلي : ” يعنى المجلس بشؤون الثقافة والفنون والآداب ويعمل في هذه المجالات على تنمية وتطوير الإنتاج الفكري وإثرائه ، وتوفير المناخ المناسب للإنتاج الفني والأدبي ، ويقوم باختيار الوسائل لنشر الثقافة ، ويعمل على صيانة التراث والقيام بالدراسات العملية فيه ، ويسعى إلى إشاعة الاهتمام بالثقافة والفنون الجميلة ونشرها وتذوقها

فمن الناحية السياسية

نجد أن طبيعة المجتمع الكويتي وعلاقته مع حكامه على مر القرون تكشف بصورة واضحة أن مبدأ التشاور والحوار المفتوح بين الفريقين كان شعارا دائما التزم به الجميع ، وقد حدثنا المؤرخون عن بعض حكام دولة الكويت واشتراك المؤرخين والرحالة معهم في نقل قسمات صورة جميلة لطبيعة تلك العلاقة التي شكلت إرثا تاريخيا مجيدا للشعب الكويتي الذي تفرد عن بقية شعوب المنطقة بطبيعته المنفتحة دائما ، واستعداده لسماع الرأي الآخر وحرصه على وصول صوته وحمل آرائه إلى أعلى مستويات الدولة ، فقد أشارالمؤرخ سيف مرزوق الشملان إلى أن حاكم دولة الكويت الأول صباح الأول بن جابر المتوفى سنة 1776م تعهد بالتشاور مع أهل دولة الكويت في المهم من الأمور وبألا يقطع أمرا دون استشارتهم.

ويعزز هذه الإشارة التاريخية إلى طبيعة العلاقة الديمقراطية الخاصة بين الكويتيين وحكامهم توثيقها في تقارير الرحالين الذين زاروا الكويت والخرائط التي ظهرت فيها دولة الكويت خلال تلك الفترات التاريخية ، فقد حرص بعض الجغرافيين على أن يسجلوا هذه العلاقة المتميزة التي أدركوها في خرائطهم ، فاستخدموا اسم ( جمهورية دولة الكويت ) للدلالة على طبيعة النظام السياسي لهذا المجتمع، فهذا المناخ السياسي يوضح ملاءمة الجو تماما لإنتشار الثقافة في دولة الكويت ، ويعزز الالتزام بالحرية والديمقراطية الذي مثل مرتكزا من مرتكزات الحياة فيها على مر العصور ، وارثا تلتزم به جميع طبقات المجتمع وفئاته وتعتز به.

ومن الناحية الجغرافية

فإن لموقع دولة الكويت الجغرافي الأثر في تشكيل نواة الثقافة ، فالكويت ككل الثغور ، استطاعت أن تستفيد من موقعها الجغرافي هذا ثقافيا ، فإمتدت صلات علمائها إلى الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر ، وحرص أبناؤها على الاطلاع على ما يدور في العالم المتقدم.

One Comment

  1. جيد وممتاز شكرا على هذه الاخبار السارة واتشرف بزيارة موقعكم
    شكرا للكويت
    شكرا لكم على جهودكم
    وفقكم الله…
    وشكرا لصاحب المقال

اترك رد