رحم الله الشيخ محمد نافع شامي ….ولله درُّه!!! لا يترك الناسَ من خيره…
============================================
دخلَتْ عليه- وهو في غرفة إدارة مدرسته الفتح الخاصّة – امرأةٌ متبرجة ، قد اعتنت بشعرها و بدت زينتها ،تريد تسجيل ولدها في المدرسة .
لم يترك الشيخ الأمر يمرُّ دونما أن يقوم بواجبه كمسلمٍ داعية إلى الله تعالى ،فتوجَّهَ إليها ناصحاً لقاء ما راّه منها حول قضيّة الحجاب ، وبمجرد أن أشار إلى ذلك الأمر أجابت بسرعة إجابةً تظنُّ أنها قد أفلتت بها من اللوم أو العتاب أوالنُّصح قائلةً : (أنا مسيحيّة) ..
وهنا قال لها الشيخ : ومن قال بأن النصارى لم يُشْرَعْ لهم الحجاب ؟!
إن الحجاب واجب على النصرانية كما هو واجب على المسلمة ، ولتتأكدي من ذلك سأتصل لكبراعي كنيستكم الأب الخوري ابراهيم ،والتفتَ إلى جهاز الهاتف ، فسارعت المرأةقائلة:لا لاتفعل… ..
قال لها الشيخ :
لقد ورد في كتابكم المقدس عندكم أن على المرأة أن تغطي شعرها ، فإنْ لم تفعل فلتقصَّ شعرها.
وورد أن المرأة إذا أرادت أن تصون نفسها عن الرجال الغرباء فلتتغطَّ أثناء مشيهافي الطريق.
ومعروف أن الراهبات في الكنيسة يلبسن الحجاب كالمسلمات ، ومعروف أن النساء من النصارى في ادلب يلبسن ما يُعْرَف ب(الملحفة الخرّاطة) يغطّينَ فيها رؤوسهن بقطعتين إحداهما للرأس والأخرى تسدلها على رأسها فتغطي بها الجزء العلوي من الجسم وتربط على خصرها قطعة ثالثة تغطي الأسفل من أجسادهنَّ وهي ما يعرف( بالتَّنُّورة )،ويختلف هذا عمّا تلبسه المسلمات في شئ واحد وهو أنَّ ( التَّنُّورة ) قصيرة إلى نصف السّاق .
وبَيَّنَ لها الشيخُ العبرةَ والهدفَ الذي جعل الشارع الحجاب من أجلها ،وهو صيانةالمرأة والحفاظ عليها من سفهاء الرجال خصوصاً وأنَّ الرجال زُيّنَ لهم حبُّ النساء في الدرجة الأولى مما حُبِّبَ إليهم حيث قال الله تعالى في الآية14 من سورة آل عمران :” زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ”.
وصارت المرأة وسيلة دعاية وإعلان لكلِّ شئ ، ومُرِّغَ شرفها بالتراب ، وأصبحت فريسة للجياع من الذئاب البشرية ، وقد جاء الإسلام ليرفع من شأن المرأة ويصونهاويحفظها من العابثين .
هذه واحدة من المواقف الكثيرة للشيخ –رحمه الله تعالى – نلمح فيها حرصه الشديد على أن لا يُفَوِّتَ فرصة من الفرص المتاحةِ أمامه ليَدُلَّ على الهدى ، ويبذر بذورالخير في نفوس مخالطيه في الوقت الذي نجد فيه تخاذلَ عامَّةِ المسلمين عن أداءواجب النُّصح والدعوة والأمر بالمعروف والنَّهيِ عن المنكر ..
ونلمح أيضاً أنَّ المجتمع كان لا يزال بخير ، يستطيع فيه المسلم أن يَبُثَّ ما عندهمن خير ولو خالف فيه الناس ،فإنَّ الناس اليوم قد لوَّثتهم ما يسمى بفكرة الحريةالشخصية ، وكان من الممكن اليوم لو رحتَ تفعل هذا أن تصطدم بوقاحةٍ لم تكن إذ ذاك. حتّى أنَّ مَنْ يخالفك عقيدة وديناً لم يكن لينجرَّأَ على أن يرفض دعوتك بالصَّفاقة التي اعتدنا على وجودها اليوم !!!!
لقد جرَّأتِ اليوم القنواتُ الفضائيةُالمارقة أصحابَ العاهات النفسية والخلقيةوأصحاب الأفكار العَفِنَةِ على المساس بالمقدسات وبكل ما هو محترَمٌ عند المسلمين دون أن نجد من كثيرين دفاعاً عنها –ولا حول ولا قوة إلا بالله العلِيِّ العظيم .