موقع ArabiaWeather.com- أصبحنا مؤخراً نقرأ الكثير من الأخبار أو المقالات عن اكتشاف كوكب شبيه بالأرض في أماكن أخرى من مجرتنا “درب التبّانة”، فهل هذا الكلام حقيقي، أم أنه مُجرد خيال يتمنّاه عُلماء الفضاء؟   للإجابة على هذا السؤال علينا في البداية سرد بعض الحقائق العلمية، لكي نكون قادرين على تخيُل موقع الأرض في الكون، ومدى احتمال وجود كواكب أُخرى تحتضن الحياة بالإضافة إلى كوكبنا الأزرق الجميل.   إن الكون الذي نعرفه، ذو مساحة شاسعة جداً لدرجة أن عقولنا البشرية غير قادرة على استيعابها، فنحن نعلم علم اليقين أن هُناك مليارات المجرّات في هذا الكون، في الوقت الذي تحتوي فيه كُل مجرة من هذه المجرّات على مليارات النجوم، وحول كُل نجمة تظهر فرصة وجود كواكب تدور حولها، ومن بين هذه الكواكب توجد فرصة أن نجد كوكباً مُحتضناً لأحد أشكال الحياة، كما هو الحال في كوكبنا الصغير “الأرض” والذي يدور حول نجمة “الشمس”.

 

001

عند النظر إلى هذه الحقيقة، يبدو الاحتمال القائل بأن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يحتضن الحياة احتمالاً ضعيفاً للغاية من الناحية الحسابية، حيثُ قد يكون الكون زاخراً بأشكال الحياة، والتي قد تختلف شكلاً ومضموناً عن أشكال الحياة التي نراها في كوكبنا هذا.   ويبدو العقل البشري غير قادر حقاً على استيعاب تعدُد أشكال الحياة في المُحيطات والبحار الموجودة هُنا الأرض، فما بالكم بمن يفترض عدم وجود أشكال أُخرى للحياة في كُل هذا الكون المُمتد.   مع تطوّر التكنولوجيا بدأ الإنسان في القرن العشرين بالبحث عن وجود الحياة من عدمها في كواكب مجموعتنا الشمسية، وبدأ بإرسال المسابر الفضائية إلى المريخ والمشتري وزُحل والأقمار المُحيطة بهذه الكواكب، والتي تميّزت جميعها ومن خلال نتائج البحوث بعدم وجود أي شكل من أشكال الحياة، ولا حتى الحياة المجهرية، رغم بقاء بعض الشكوك حول قمر “يوروبا” التابع لكوكب المُشتري كونهُ يمتلك غطاءً جليدياً سميكاً قد يُخفي تحتهُ مُحيطاً من المياه يستقبل بعض أشكال الحياة.

 

وما أن بدأ القرن الحادي والعشرين حتّى كثّف الإنسان من بحثه عن أشكال الحياة خارج مجموعتنا الشمسية، لينتقل البحث إلى أجزاء واسعة من مجرّة درب التبانة، وذلك عن طريق مهمّة تلسكوب “كبلر” التي أُطلقت عام 2009، حيثُ تكمن وظيفة هذه المهمّة في الكشف عن النجوم الشبيهة بالشمس وعن وجود كواكب شبيهة بالأرض تدور حولها.   ومُنذ ذلك الحين بات العُلماء يكتشفون باستمرار كواكب خارج مجموعتنا الشمسية تدور في فُلك ثابت حول نجوم أخرى موجودة في المجرّة، وأغلبها كواكب غازية ضخمة أو شديدة البرودة أو شديدة الحرارة، ولكن بعض هذه الكواكب مُثير للتساؤلات بشكل كبير. –

12937

 

وأبرز الاكتشافات في هذا المجال كان الكوكب “كبلر 22” والذي اكتشف بتاريخ 5-12-2011، وهو كوكب يدور في نطاق صالح للحياة، حول نجم يُشبه الشمس ويبعد عنّا مسافة 620 سنة ضوئية، ويُعتقد بأنه يحتوي على مسطحات مائية واسعة ودرجات حرارته مُعتدلة.   ويعتمد المبدأ الذي يتمكن به “كبلر” من رصد الكواكب المُحيطة بالنجوم في مجرتنا على تغيُر إضاءة النجوم، فالنجوم التي تبهت إضاءتها بشكل دوري تدُل على دوران الكواكب حولها، ومن خلال حسابات مُعقدة يقوم الحاسوب بافتراض بُعد الكوكب عن النجم وعدد من المعلومات الأُخرى التي لا يُمكننا التأكُد منها.   لذا فإن مسألة العثور عن كواكب شبيهة بالأرض ليست مثل النظر المُباشر عبر التلسكوب إلى الكواكب الموجودة في مجموعتنا الشمسية ولكنّها في الواقع مسألة تعتمد على الكثير من التخمين والفرضيات التي قد تكون صحيحة أو لا. –

 

 

One Comment

اترك رد