كان هناك ملك و لديه وزير حكيم لا يفارقه ابداً ، وبينما الملك يستخدم السكين قطع ابهامه بالخطأ فصرخ من الحزن ، فقال له الوزير الخير فيما اختاره الله ، فغضب الملك لهذا القول، فكيف يقول ان قطع ابهامه خير فكأنه فرح لمصابه ، فغضب غضباً شديداً ، و أنر بسجنه على الفور ، فقال له الوزير و هو مبتسم ، الخير فيما اختاره الله.
وبعد عدة شهور كان الملك يصطاد في الغابة ، وبينما هو يلاحق غزال اذ هو بين ايدي عصبة افراد من قبيلة تعبد الأصنام ، فأخذوه قيدوه و رفعوه ليقدمونه قرباناً لآلهتم برميه في النار، وقبل رميه في اللحظة الأخيرة ، لاحظ احدهم ان اصبع الملك مقطوع ، فأعلن هذا ، وقال لا يصلح هذا الشخص كقربان ، فالقربان يجب ان يكون خالٍ من العيوب ، وطلقوا سراح الملك و انطلق الملك مسرعاً إلى قصره و أمر بحضار الوزير و حضنه و اعتذر منه و قال صدقت عندما أطريت على انقطاع ابهامي بالخير ، فقد انقظني هذا من الموت ، ولكن اين الخير في حبسك ايها الوزير ؟ فقال الوزير متبسماً ، انا لا أفارقك ابداً ، فلو لم أحسب لكنت معك في الصيد و كانو قدموني قرباناً بدلاً منك لآلهتهم.
انتهت.

فالحمد لله على كل حال و الحمد لله على كل ما يحدث لنا مهما كان ظاهره شر ، ومهما عَظُمَ الحزن ، سيبقى الخير فيما اختاره الله.

ومما قال وسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

فالحمد لله على نعمة الاسلام أولاً و أخيراً.

One Comment

اترك رد