قام الكون كله على قاعدة الزوجية، فكل شيء في هذه الدنيا هو على شكل زوج، وهذه سنة الله في خلقه، وليس الإنسان استثناءً عن هذه القاعدة، إذ خلقه الله سبحانه و تعالى على هذه الشاكلة، خلق الذكر والأنثى وجعل بينهما المودة وهي الطريق إلى اقتراب القطبين، وينتج عن امتزاجهما الأبناء والأجيال، وهذه سنة الله في خلقه، إذ لولا الزواج لانقطع نسل البشرية.
الزواج مناسبة تعامل بحرص كبير، وينفق فيها ومن أجلها أقصى ما يمكن أن تتحمله الأسرة من نفقات. تميز الزواج قديًما بأنه نوعًا من التحالف بين الأسر التي تتمتع بمركز اجتماعي ومادي وعقائدي متماثل. وكان الأهل يختارون الشريك، ولا يتدخل في عملية الاختيار أي من الطرفين سواء الزوج أو الزوجة.
في حالة تعذر العثور على شريك من الأقارب أو المعارف، تتم الاستعانة بخاطبة لتقوم بهذه المهمة نيابة عن الأهل. عند عثور الخاطبة على فتاة مناسبة، تقوم بإعلام أهل الشاب. وبعد موافقتهم تقوم بإعلام أهل الفتاة. إذا حاز الاختيار رضاهم، يتم تحديد موعد لالتقاء الأسرتين.
خلال فترة الخطوبة لا يسمح للفتاة بمغادرة البيت أو الالتقاء بأحد. ويقوم والد الشاب بإعطاء زوجته مبلغًا من المال لشراء هدية الزواج التي تسمى “دزّة”. تتكون “الدزّة” من أربع أثواب ثمينة ولفتان من الأقمشة ومناشف وأغطية للسرير وبطانيات. تحمل فرقة من النساء متخصصة في إحياء الحفلات هدية الزواج إلى بيت الفتاة مساء يوم الخميس أو الاثنين. تغني أعضاء الفرقة طوال الطريق من بيت الشاب إلى بيت الفتاة على ضوء الفوانيس. إذا قبل والد الفتاة هدية الزواج فإنه يبارك لهن، وبعد ذلك يكون على والد الفتاة تجهيزها جيدًا للزواج.
في ليلة الزفاف يسير الشاب من بيته إلى بيت زوجته، يرافقه والده وأعمامه وأقاربه والجيران. وعند وصوله إلى بيت العروس تستقبله المغنيات.
يقام أحيانًا للبنت المفضلة حفل خاص يسمي “جلوة” في بيت أهلها. حيث ترتدي العروس ثوبًا أخضرًا وتجلس على كرسي، ثم يُنشر فوق رأسها غطاء أخضر من الحرير. تمسك بعض النسوة من أهلها وأعضاء الفرقة بأطرافه ويقمن برفعه وخفضه على أنغام إحدى الأغنيات المعروفة لهذه المناسبة، ثم تُحمل العروس في كرسيها إلى حجرتها حيث ينتظرها العريس.
ينتقل الزوجان إلى بيت أهل الزوج بعد قضاء أسبوع في بيت الفتاة. يصطحبهم الأهل والجيران ولكن لا يُسمح لأم الفتاة بمرافقتها حيث يعدونه فألاً غير حسن.
تركت التغيرات الاجتماعية في دولة الكويت أثرها على طريقة اختيار الشريك، حيث منحت المرونة في موضوع الاختلاط والفصل بين الجنسين الفرصة للشبان والفتيات للالتقاء في المناسبات الاجتماعية العائلية والجامعة وأماكن العمل والنوادي وغيرها.
كان من نتائج هذا الأمر الزواج المختلط، فأصبح من الممكن خطبة الفتاة الكويتية لشاب أجنبي وكذا أصبح من الممكن أن يتزوج الشاب الكويتي ممن يدرسون في الخارج بأجنبية. وأدى ازدياد نسبة التعليم العالي وفرص العمل في المجالات المختلفة إلى تأخير سن الزواج المتعارف عليه إلى الثالثة أو الرابعة والعشرين.
يتبع اختيار الشريك وموافقة الأهل ظهور دور العادات الرسمية التي اختلط فيها القديم التقليدي والحديث العصري بحسب طبيعة الأسرة. كما كان يحدث قديمًا، يقوم الشاب بالتقدم بطلب الزواج من الفتاة رسميًا من ولي أمرها، وهو والدها أو أحد كبار رجال العائلة في حالة وفاة الأب. تتم بعد ذلك مناقشة الموضوعات المادية والاتفاق عليها، مثل المهر الذي هو من مسؤولية الرجل. بعد الاتفاق، يتم الإعلان عن هذه الخطوة بإقامة حفل خطوبة في بيت الفتاة.
يختلف طول فترة الخطبة حسب الظروف، إلا أنها عادةً ما تستمر لمدة شهر واحد. يقام حفل الزفاف بعد ذلك في صالة عامة كبرى أو في أحد الفنادق. ويكون هناك حفل خاص للرجال للتهنئة وآخر للنساء يتخلله الغناء والطرب.
جيد وممتاز شكرا على هذه الاخبار السارة واتشرف بزيارة موقعكم
شكرا للكويت
شكرا لكم على جهودكم
وفقكم الله..