يعد السفر بالسفن الشراعية من اهم وسائل التنقل في دولة الكويت قديما
سأعرض لكم في هذا المقال السفر الشراعي في الكويت عبر موقع kwt32
في شهر سبتمبر من كل عام يبدأ الاستعداد للرحلات الشراعية (السفر) والتي تقوم بها سفن الكويت الشراعية الى موانئ الهند وأفريقيا لنقل البضائع من والى هذه الموانئ .
ويبدأ أصحاب السفن الشراعية بأختيار النوخذه لكل سفينة من سفنهم ويبدأ هذا النوخذه بأختيار رئيس البحارة (المجدمي) وعلى المجدمي تنظيم رحلة السفر من أولها وحتى نهايتها ويقوم بأختيار البحارة ويعتمد عدد البحارة المطلوبين على حمولة كل سفينة وبعد أن يضم المجدمي البحارة يبحث عن القلاف أو الاستاد الذي يرافق السفينة ويقوم بأصلاح الاضرار التي قد تتعرض لها ثم يضم النهام الذي ينشد للبحارة ويشجعهم على العمل الجماعي .
ويبدأ عمل البحارة تحت أمرة المجدمي بتنظيف السفينة وأزالة العريش المغطي لسطح السفينة وتعد للأنزال الى البحر ويقوم القلاف بتجهيزها .
وتأتي بعد ذلك أخراج السفينة من النقعة وهنا ترفع على مقدمتها ومؤخرتها الاعلام الكويتية ثم ترفع شراعها الصغير (القلمي) ويجتمع النوخذة مع البحارة ويسلمهم مبالغ خاصة بهم تدعى (السلف) وهذا المبلغ يدفع لكل بحار قبل بدء الرحلة لكي يجهز به حاجيات أهله الضرورية قبل سفره عنهم .
وبعد ذلك يستقر الجميع على ظهر السفينة ويعرف كل بحار دوره وتنطلق السفينة وما أن تصل الى مداخل شط العرب حتى تتجه الى أحدى مزارع النخيل الممتدة على طول الشط ثم يتجه النوخذه الى تجار التمور للأتفاق على شحنة التمر وقد تستغرق عملية شحن التمر 10 أيام أو شهرا وحين يتم تخليص أوراق السفينة رسميا تبحر وصولا الى الهند أو اليمن .
فإذا كان ذاهب الى الهند فأول ميناء يصادفه هو ميناء كراتشي وهناك قد يبيع التاجر حمولته من التمر أو بعضا منها وإذا كان السوق غير مشجع فأنه يستمر في حمولته حتى ميناء بوربندر أو ميناء براور وحتى ميناء بومبي حيث يتم بيع معظم التمورويستمر النوخذه في سيره الى ميناء كاليكوت لشحن حمولة من الأخشاب الى الكويت .
وفي كاليكوت تعد السفينة لرحلة العودة بعد أن يتم شحن السفينة بالاخشاب والحبال والبامبو وتبحر من كاليكوت الى ميناء جوه حيث ترسو أياما قليلة تتزود بها من الماء واللحوم والخضروات للرحلة غير أن بعض السفن الكويتية في كاليكوت لا تبحر مباشرة عائدة الى الكويت بل تحمل شحنات من القرميد الى الساحل أفريقيا الشرقي وهذه الرحلة لا يقوم بها الا النوخذه المعلم الذي يستطيع أن يحدد مكان السفينة في عرض البحر كل يوم وبعد أن تنزل هذه السفينة شحنتها من القرميد في ميناء ممباسا أو دار السلام تتجه الى جزيرة زنجبار وتعد نفسها للرحلة الى دلتا نهر الروفيجي في تنزانيا لشراء أعمدة المنجروف أو الجندل التي تستعمل كأسقف للمنازل وهذا المكان هو أسوأ مكان تذهب اليه السفن نظرا لصعوبة الحياة فلا طعام ولا راحة و البعوض يجعل النوم شبه مستحيل والحيوانات المفترسة وبعد شهر تخرج السفن الى المحيط محملة بألاف من أعمدة الجندل وتبحر الى زنجبار ثم الى مسقط ومنها الى الكويت بعد رحلة أستمرت حوالي 10 شهور متصلة .
أما القسم الاخر من السفن الكويتية المتجه الى موانئ اليمن تتوقف في ميناء المكلا حيث تبيع جزءا من حمولتها إذا كان السعر مشجعا أو تستمر الى ميناء عدن حيث تبيع كل ما عليها من تمر وتعد نفسها للرحلة الى موانئ ساحل أفريقيا وقد يجد النوخذه أن سوق التمر أفضل في بربره(ساحل الصومال الشمالي ) ومن بربرة الى عدن حيث تشحن سفينته بالملح وغيرها من المواد الغذائية ثم يتجه الى المكلا لأيصال مجموعة من الركاب الى موانئ ساحل الافريقي وحين يصل الى ميناء ممباسا وزنجبار يكون قد تخلص من البضاعة والركاب فيذهب الى زنجبار ثم الى الروفيجي لشراء الجندل قبل عودته الى الكويت وفي الطريق الى الكويت لابد من المرور على ميناء مسقط لعدةأيام وحين تقبل السفينة على مدخل ميناء ترفع أعلامها وتبدأ العرضة البحرية وما أن يراهم البحارة والنواخذه الكويتيون في البندر حتى يرفعون الأعلام على سفنهم تحية لهم أما حين وصول السفينة الى الكويت عائدة من رحلتها فإن أصدقاء النوحذه يخرجون لأستقباله .
ومن أشهر السفن الكويتية :
– بوم المهلب
– بيان
– مشرف
– تيسير
– فتح الخير
– أقبال
– الداو
– معرفي
– فتح الرحمن
– رشدان
مشكور يا أخي على هذا المقال الحلو