تعيش دولة الكويت في هذه الايام الذكرى السنوية للاستقلال التي يحييها كل من يعز الكويت واهلها سواء من اهل الكويت او اهالي الدول العربية المختلفة
أقدم لكم اليوم مقالا بعنوان ايام الاستقلال ايام محفورة في تاريخ الكويت
يوم الاستقلال
أعلن استقلال دولة الكويت في التاسع عشر من شهر يونيو عام 1961م في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي تولى الحكم عام 1950م وكان عيد جلوس سموه في الخامس والعشرين من شهر فبراير، فاتفق على أن يجمع العيدين في يوم واحد، ومنذ ذلك الحين ودولة الكويت تحتفل بعيدها الوطني في الخامس والعشرين من شهر فبراير من كل عام.
معاهدة الحماية البريطانية
يعتبر تولي الشيخ مبارك الصباح حكم إمارة الكويت في 17/5/1896م بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الكويت، تميّزت بالاهتمام الدولي بهذا الإقليم، وظهور مشروعات سكك الحديد وفي مقدّمتها سكة حديد برلين بغداد، ومحطات الفحم، ومنذ البداية أدرك الشيخ مبارك الصباح أهمية التفاهم مع أكبر دولة إسلامية وهي الدول العثمانية. ولقد تكللت محاولات الشيخ مبارك الصباح بالنجاح وحصل على الاعتراف العثماني في ديسمبر 1897م، لكن الشيخ مبارك لم يكن ينوي الاكتفاء بالاعتراف العثماني رغم حرصه عليه، ولذلك فقد اتخذ خطوة سريعة وهامة في طريق المحافظة على بلاده من التدخل العثماني المباشر أو غير المباشر، بأن طلب في فبراير1897م لقاء الكولونـيل «ميد» المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي، وقد تمّ اللقاء في 2/9/1897م بين حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح و«جاكسون» مساعد المقيم السياسي البريطاني، ولم يتردد الشيخ مبارك في طلب الحماية البريطانية، مثل تلك التي تتمتع بها البحرين وإمارات الساحل، وأوضح أنه يرى والشعب الكويتي أن الدولة العثمانية تريد ابتلاع الكويت، وأنـه ليست هناك أية اتفاقيات مع الدولة العثمانية، ولمنع امتداد سيطرتها إلى بلاده فإنه يريد الدخول تحت الحماية البريطانية.
ولكن في عام 1898م برزت عدة عوامل دفعت بريطانيا إلى إعادة النظر في سياستها تجاه إمارة الكويت، فقد أكدت التقارير البريطانية أن هناك تحرّكات عسكرية عثمانية بالقرب من البصرة، كما تناولت نشاط روسيا في الخليج العربي ومحاولتها الحصول على امتياز إقامة محطة للفحم في المنطقة، وامتياز مدّ خط سكة حديد من البحر المتوسط «طرابلس» إلى الخليج العربي، وبالتحديد إلى الكويت عبر حمص وبغداد باسم مشروع «كابنيست»، إلى جانب النشاط الاقتصادي الألماني ومشروع سكة حديد برلين بغداد، وكانت ألمانيا تريد الحصول على بضعة أميال من خليج كاظمة لجعله نهاية هذا الخط. هكذا ضغطت الظروف على حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، وفي الوقت نفسه كانت الخطط الروسية والألمانية تهدّد المصالح البريطانية في منطقة الخليج العربي، ولذلك، وبناءً على أمر من اللورد «كيرزون» نائب الملك البريطاني في الهند، عقد المقيم السياسي البريطاني «ميد» معاهدة الحماية مع حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، وأصبحت هذه المعاهدة هي المحور الذي تدور حوله العلاقات الكويتية البريطانية، حيث جعلت هذه المعاهدة الحكومة البريطانية مسؤولة عن الشؤون الخارجية لإمارة الكويت- دون أن تعطيها حق التدخل في الشؤون الداخلية للكويت- التي أصبحت تشكل أهمية مباشرة في السياسة البريطانية، ومن ثمّ كانت بريطانيا مستعدّة لاستعمال القوة لمواجهة التدخل العثماني أو غيره.
إعلان الاستقلال
لقد أيقن الشيخ عبد الله السالم الصباح أن معاهدة الحماية لم تعد صالحة بعد أن تغيّرت ظروف إمارة الكويت التي سارت خطوات واضحة في طريق الاستقلال وامتلكت الكثير من مقوماته، ولم يعد شعب الكويت يقبل استمرار القيود التي فرضتها معاهدة الحماية رغم إدراكه أن تلك الحماية كان لها إيجابياتها في تلك الفترة، ولكن الظروف لم تعد كما كانت في السابق، ومن ثمّ يجب إلغاء المعاهدة، وبالفعل أبدى حاكم الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح رغبته في استبدال اتفاقية صداقة جديدة تواكب التطوّرات والمتغيّرات بهذه المعاهدة.
موقف الحكومة البريطانية
قبلت الحكومة البريطانية الطلب الكويتي حيث أدركت صعوبة رفض هذا الطلب، وتمّ تبادل المذكرات بين المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي في ذلك الوقت السير «ويليام لوسي» وأمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح في 19/6/1961م، وتمّ بموجبها ما يلي:
– إلغاء معاهدة الحماية باعتبارها تتعارض مع سيادة الكويت واستقلالها.
– استمرار العلاقات بين البلدين على أن تسودها روح الصداقة الوثيقة.
– لا تؤثر هذه النتائج على استعداد الحكومة البريطانية لمساعدة الكويت إذا طلبت الحكومة الكويتية مثل هذه المساعدة… وهكذا تمّ إعلان استقلال دولة الكويت في 19/6/1961م.
الاحتلال والصمود والتحرير
دخلت القوات العراقية الآثمة أراضي دولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م واحتلتها لمدة سبعة شهور، ولكنها وجدت مقاومة شديدة ورفضًا تامًا من أبناء دولة الكويت جميعهم الذين قاوموا احتلال النظام العراقي البائد بشتى الوسائل العسكرية والمدنية، وتعدّدت أشكال المقاومة ضد الاحتلال العراقي البائد،حيث تشكلت فرق المقاومة العسكرية التي ألحقت أكبر الضرر بالقوات العراقية، وكذلك اشتدت المقاومة المدنية والتي تمثلت في الامتناع عن العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية، ولم يلتحق الطلاب بالمدارس والكليات، ورفضوا كذلك تبديل أرقام سياراتهم وبطاقاتهم المدنية بأخرى عراقية.
صمود وتعاون أبناء دولة الكويت
أثناء الاحتلال
عانت الكثير من الأسر الكويتية من قسوة الاحتلال وأساليبه الهمجية، فقد تعرّض الكثير من أبنائها للتعذيب، كما استشهد الكثير من أبنائها البررة، ووقع آخرون أسرى في أيدي الغزاة، مما جعل الأسر الكويتية جميعها تهبّ لنصرة بعضها بعضًا مقتدين بما كان يفعله أجدادهم وآباؤهم من عادات وتقاليد حسنة، فقد شارك الكثير منهم في توزيع الغذاء، والملابس، والنقود، على المحتاجين.
التحرير وعودة الشرعية
وقفت دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، ودول العالم الصديقة مع دولة الكويت ضدّ الاحتلال وأدانته، حيث طلبت انسحاب القوات العراقية من دولة الكويت، وعودة الحكم بقيادة صاحب السمو أمير البلاد، وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، ولكن لم يستجب الحاكم العراقي لطلب الانسحاب، لذلك قرّر مجلس الأمن استخدام القوة ضد النظام العراقي لرفضه الانسحاب، وفي 17 يناير عام 1991م بدأت حرب تحرير دولة الكويت بتعاون قوات التحالف الصديقة والشقيقة، وتمّ تحرير دولة الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم في يوم 26 فبراير عام 1991م.
وفقكم الله
جيد وممتاز شكرا على هذه الاخبار السارة واتشرف بزيارة موقعكم
شكرا للكويت
شكرا لكم على جهودكم