الصحافة الكويتية تعتبر مرءاة الشعب الكويتي لما لها من اهمية في الكويت

سأقدم لكم اليوم مقالا جديدا بعنوان: تاريخ الصحافة الكويتية والعديد من البنود في هذا المجال

untitled-1_1

بدأت الحركة الأدبية والثقافية في الكويت قديمًا في فترة حكم المرحوم الشيخ مبارك الصباح- رحمه الله- التي توّجت في تأسيس المدرسة المباركية والجمعية الخيرية، ثم عهد الشيخ أحمد الجابر- رحمه الله- حيث تمّ افتتاح صرحين- علمي وأدبي- بعد المدرسة الأحمدية وهما: المكتبة الأهلية والنادي الأدبي، ويعود الفضل في ذلك إلي الأدباء والمحسنين الأفاضل من أهل الكويت-رحمهم الله-.

ومن الجدير بالذكر أن الصحافة الكويتية تطوّرت تطوّرًا كمّيًا ونوعيًا عظيمًا منذ بدايتها، وأن الجميع يشعر بالفخر والاعتزاز لروعة إصرار الرعيل الأول المؤسّس على مواجهة المشكلات والعوائق بصلابة وتصميم. حيث كانت الكويت تعدّ هي الدولة الوحيدة في العالم التي كانت تصدر الصحف والمجلات في الوقت الذي لا توجد فيها مطابع لطباعة هذه الصحف حيث كانت تتمّ طباعتها في الدول المجاورة.

 

 

المكتبة الأهلية

في عهد الشيخ مبارك- رحمه الله- تمّ تأسيس الجمعية الخيرية في عام 1913م الموافق 1331هـ، وكانت الكتب التي جُمعت للجمعية الخيرية هي النواة الأولي لتأسيس المكتبة الأهلية في عام 1923م الموافق 1341هـ، ويرجع الفضل في تأسيسها لأهل الأدب في الكويت وعلى رأسهم المرحوم الشيخ يوسف بن عيسي القناعي، والذي كان يرأسها بنفسه، وكان مديرها هو المرحوم سلطان بن الكليب- رحمه الله-، وقد تمّ افتتاح المكتبة الأهلية وزوّدت بالكثير من الكتب النافعة المفيدة، وتمّ جلب أغلب الكتب التي كانت محفوظة في بيت آل بدر الكرام، حيث ساهم رجال الكويت الأفاضل- رحمهم الله- في هذه المكتبة بمالهم، وتبرّعوا بالكثير من الكتب القيّمة النفيسة التي ضمّت إلي كتب المكتبة القيّمة، وأصبحت- فيما بعد- موردًا للعلم وللمطلعين من أهل الكويت.

النادي الأدبي

في عام 1924م الموافق 1342هـ فكّر مجموعة من الشباب الكويتي المثقف- في ذلك الوقت- في تأسيس نادٍ يجمعهم ويكون ملتقىً لهم لتبادل الآراء والأفكار فيما بينهم، وإلقاء المحاضرات، ونشر العلوم النافعة والمعرفة بين الشباب في ذاك الوقت، وهو أول نادي يؤسّس في تاريخ الكويت، ويعود الفضل- في ذلك- لصاحب الفكرة المرحوم خالد سليمان العدساني رحمه الله. وتمّ افتتاح هذا النادي وكان له صدى عظيم في جميع أنحاء الكويت، وفي حفل الافتتاح ألقيت القصائد والخطب من قِبل أعضائه، وكان رئيسه الشيخ عبد الله الجابر- رحمه الله- وأما مدير النادي فكان هو المرحوم عيسي الصالح القناعي، وكان أمين الصندوق هو المرحوم أحمد محمد أحمد الغانم-رحمه الله-، وقد انضمّ للنادي الكثير من شباب الكويت الذين لهم الفضل الكبير في نهضة الكويت. كما ساهم أهل الكويت في النادي مادّيًا ومعنويًا من خلال الكتب النافعة والصحف والجرائد الصادرة في ذاك الوقت، وساهم المرحوم أحمد الجابر- رحمه الله- في نشأة النادي أيضًا، وكذلك كان ممّن شارك في هذا النادي المؤرّخ الشيخ عبد العزيز الرشيد- رحمه الله- من خلال إلقاء محاضرات عن الأخلاق والفقه واللغة العربية.

الصحف والمجلات في الكويت

تحتل الصحافة في المجتمع مكانة مرموقة، فهي من أهمّ وسائل المعرفة في هذا العصر لتنوّع مادّتها وأسلوبها التوجيهي المؤثر الفعّال، وهي الناطقة بلسان المجتمع والمعبّرة عن رأيه وأمانيه وطموحاته.. والصحافة هــي مرآة لما تحققه البلد من تقدّم حضاري، والكويت دولة تتطلع إلى الرقي والتقدّم، وقد أولت الصحافة اهتمامًا كثيرًا، وإذا ما تتبّعنا مسيرة الحركة الصحفية فيها فسنجد أن أول مطبوعة صدرت في الكويت كانت مجلة شهرية عرفت باسم (مجلة الكويت)، وقد أصدرها المرحوم الشيخ/ عبد العزيز الرشيد عام 1928م، وقد صدر أول قانون للمطبوعات ينظم العلاقة بين الصحافة والدولة عام 1956م، وقد مرّت الصحافة بالكويت بعدّة فترات:-

أولا: فترة ما قبل الاستقلال

وهي فترة كانت بداية التخصّص، فلم تعد الصحيفة- حتى وإن كانت شهرية- مجرد كشكول يجمع الطرائف والقصص والمقالات، فصدرت في تلك الفترة أول صحيفة في الخليج العربي وهي (مجلة الكويت). وممّا هو جدير بالملاحظة: أن الصحافة الكويتية في العشرينات وحتى الأربعينات خرجت من ديار العروبة والإسلام، إلى أن جاءت مجلة (كاظمة) إذ تولى إصدارها عبد الحميد الصانع وعبد الصمد تركي جعفر وأحمد زين السقاف، وتزامنت مع وصول أول مطبعة (دائرة المعارف)، وهو ما كانت تفتقر إليه الكويت، وذلك في عام 1948م، واستمرت بالصدور عام 1949م، إذ توقفت بعد ذلك، بسبب كونها شهرية، وغلب طابع الأسماء غير الكويتية عليها. أما مرحلة الخمسينات فقد اعتبرت المخاض الحقيقي لنشأة الصحف (الحديثة) بمعناها الشائع في حينه، نذكر منها: (الفكاهة): صدرت العام 1950م وكان يرأس تحريرها فرحان راشد الفرحان. و(البعث): مجلة شهرية ثقافية صدرت العام 1951م استمرت لمدّة 3 أشهر. و(اليقظة): مجلة طلابية صدرت العام 1952م. و(الرائد): مجلة شهرية اهتمّت بمعالجة الأوضاع الاجتماعية أصدرها نادي المعلمين العام 1952م واستمرّت لغاية 1954م. و(الإيمان)‍: مجلة شهرية عنيت بالشؤون السياسية والاجتماعية، أصدرها النادي الثقافي القومي العام 1953م وبقيت لغاية 1955م. و(الإرشاد): أصدرتها جمعية الإرشاد الإسلامية العام 1953م. و(الكويت اليوم): جريدة أسبوعية، وكانت هي الجريدة الرسمية للكويت، صدرت العام 1954م ومازالت تصدر حتى الآن. و(الرائد الأسبوعي): أسبوعية جامعة، أصدرها نادي المعلمين العام 1954م وتوقفت العام 1956م. و(العربي): مجلة شهرية عامة ومنوّعة صدرت العام 1958م ولا تزال. وغيرها من أسماء الصحف والمجلات التي لا تسمح المساحة بتعدادها، ويمكننا أن نقول بأن عدم صدور صحف في بدء تاريخ الكويت الحديث يعود إلى أن المجتمع كان صغيرًا، وكانت الأخبار المحلية تنتشر بين كافة المواطنين، أما بالنسبة للأخبار الخارجية، فقد كانت الصحف الأجنبية والعربية تصل متأخرًا، أي أن الصحافة لم تكن تستطيع أن تعتمد على أية مصادر إخبارية خارجية منتظمة لتقديم العمل الصحفي المتكامل.

مجلة البعثة

كانت مجلة (البعثة) نشرة ثقافية شهرية رائدة تضيء جانبًا مهمًا من تاريخ الكويت والعالم العربي، لمشاركة عدد كبير من الأسماء الكبيرة فيها من الذين كانوا طلابًا في الخمسينات. ففي عام 1946م كانت المحطة الثانية، التي تمثلت بمجلة (البعثة) التي اعتبرها البعض مدرسة تجريبية كبرى للصحافة الكويتية والأم الروحية لها. لقد احتضنت (البعثة) عددًا من الأسماء التي ساهمت بصنع الصحافة الكويتية، أمثال أحمد العدواني، محمد مساعد الصالح، حمد الرجيب، يوسف الرفاعي، عبد العزيز الصرعاوي، خالد خلف، داود مساعد الصالح، فهد الدويري، خالد الغربلي، سامي المنيس. وقد تولى الإشراف على المجلة الراحل عبد العزيز حسين، وانتقلت من بعده إلى عبد الله زكريا الأنصاري. وفي العدد الأول من (البعثة) قدّمت تعريفاً لنفسها بأنها نشرة ثقافية تصدر عن بيت الكويت بمصر، تهتمّ بالصور والتعليق والكاريكاتير، وبشؤون الكويت التراثية والثقافية والرياضية، وفتحت أبواب الحوار على قضايا خلافية، مثل السفور عند المرأة، لكن اللافت للنظر إفرادها مساحات لا بأس بها لكل ما يتعلق بمادّة النفط.

ثانيًا: صحافة عهد الاستقلال

لقد كان حصول الكويت على استقلالها الكامل عام 1961م وصدور قانون المطبوعات في نفس العام دافعًا لتدعيم العمل الصحفي بالكويت، ولقد كان صدور مجلة (العربي) في ديسمبر 1958م إعلاناً جيّدًا عن إمكانيات الدولة الجديدة و طموحاتها. وتعتبر صحيفة (الرأي العام) التي صدرت في 16 أبريل 1961م هي البداية الحقيقية للصحافة بمفهومها العصري، وبالفعل شهد عام 1962م والأعوام التالية إلى اليوم سيلا من الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، ونقدّم فيما يلي استعراضًا سريعًا لبعض تلك الصحف والمجلات: (الاتحاد) وهي مجلة شهرية أصدرها الاتحاد الوطني سنة 1965م. و(أسرتي): تعني بشؤون المرأة وصدرت في عام 1965م. و(الاقتصاد الكويتي): صدرت عام 1964م. و(الأنباء): يومية سياسية، صدرت عام 1976م. و(البلاغ): صدر العدد الأول منها سنة 1969م. و(البيان): مجلة شهرية أدبية فكرية. و(السياسة): يومية سياسية، صدرت في 3 يونيو 1963م. و(الطليعة): أسبوعية سياسية جامعة، صدرت عام 1962م. و(القبس): يومية سياسية، صدرت عام 1972م. و(الوطن): أسبوعية جامعة صدرت عام 1962م ثم يومية سنة 1974م. و(الوعي الإسلامي): صدرت عام 1965م.

جمعية الصحافيين الكويتية

جمعية الصحافيين هي تنظيم نقابي يلتزم بخدمة أعضائه، أنشئت بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ 21 يونيو 1964م ومن أهدافها:-

1- توثيق روابط الودّ والصداقة بين الصحافيين.

2- النهوض بالصحافة المحلية.

3- الدفاع عن مصالح الأعضاء.

حرية الصحافة الكويتية

تتميّز دولة الكويت بأنها من البلدان القليلة في العالم الثالث التي تتمتع بحرّية الصحافة، تلك الحرّية التي تساعدها كفالة الدستور الكويتي على تقديم الخدمات الصحفية على الوجه الأمثل، وبفضل توجيهات الحكومة الرشيدة ظهر دور الصحافة الكويتية على المستوى العربي والعالمي، فالصحافة الحرّة هي التي تضع الحقائق أمام الناس، وهي التي تملك حرّية تدفق المعلومات، والصحافة الكويتية حرّة: فهي تتعامل مع كل حقائق العصر، وتترجم وتنقل عن الصحافة العالمية ووكالات الأنباء العالمية والعربية. كما تتمتع الصحافة الكويتية بالصدق ونزاهة القصد، وكلما مرّ عليها الوقت تأصّل صدقها، وتعمّقت نزاهة قصدها، وتقدّمت بذلك للأمام خطوات سريعة وثابتة نحو القمة.

نظام تراخيص الصحف في الكويت..

وسلطة  القضاء في الرقابة عليها

يتميّز وضع الصحف في الكويت- من الناحية التاريخية- بقِدمه النسبي، إذ أن أول صحيفة كويتية صدرت في الكويت كانت عام 1928م، وهو تاريخ- كما يظهر من مطالعته- يعبّر عن نشأة مبكّرة للصحافة في الكويت، إذا ما قورنت بالعديد من الدول العربية والإسلامية، ووجه التميّز الآخر الذي تتسم به الصحافة في الكويت هو وجودها الواقعي الحرّ دون أن تخضع لقيود تنظيمية مسبقة في ترخيصها أو إنشائها من الناحية القانونية، فقد شهدت الصحافة الكويتية ازدهارًا وتنوّعًا واسعًا في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن العشرين، وهي في كل ذلك لم تكن خاضعة لتنظيم قانوني محدّد، إذ أن التنظيم القانوني للصحافة في الكويت لم يبدأ فعليًا إلا في أواخر الخمسينات من ذلك القرن، وكان ذلك بتنظيم مبسّط لم يعرف التعقيد ولا فكرة الترخيص المسبق لممارسة حرّية إنشاء المؤسّسة الصحفية أو الصحيفة، فكان أن سجّلت الصحافة الكويتية بذلك أسبقية تكسِبها مكانة واقعية على تمتّعها بحرّية النشأة والصدور، بعيدة عن التنظيم القانوني المقيّد لوجودها، وهو ما يصح معه التعبير عن أن نشأة الصحافة في الكويت كانت منذ بدايتها نشأة حرّة، بعيدًا عن قيود الدولة وتدخّلها ووضعها تحت مظلة الترخيص أو حتى الإخطار المسبق قبل قيامها أو صدورها، وهي بذلك تستمدّ من العُرف الواقعي الذي نشأت في كنفه ضمانة أساسية وبُعدًا قانونيًا يعزّز من استقلاليتها وبُعدها عن صور التنظيم القانوني المنتقص من حرّيتها أو المُصادر لها، ومِن ثمّ كان لابد من أن يراعي التنظيم القانوني اللاحق هذا الاعتبار ويتجاوب مع مستلزماته بالانحياز للتنظيم الخالي من القيود- إلا ما كان ضروريًا- للقيام بدور الإشراف العام وتوفير المناخ القانوني اللازم لحفظ التوازن بين الحقوق المتقابلة للأفراد حتى لا تهدر المسؤولية القانونية عند ممارسة حرّية الصحافة وحال انتهاكها لما يجب أن تراعيه من ضوابط الموازنة بين الحرّيات واعتبارات المصلحة العامة.

اترك رد