(ساحة الصفاة في الثلاثنيات )

ساحة الصفاة اليوم 

ساحة الصفاة هي ساحة تجارية تاريخية في مدينة الكويت.

كانت مركزا للتبادل التجاري  والمقايضة.

وتعتبر ساحة الصفاة في النصف الأول من القرن العشرين سوقاً مهماً للقوافل القادمة من البادية، حيث كانوا يبيعون السمن والأقط، والجراد، والفقع، والصوف،  والعرفج، وبعض النباتات الصحراوية ذات الاستعمال الطبي.

 وكان أهل البادية يشترون التمر والحبوب والأقمشة بالمقابل.

 كما كانت الساحة مقصداً ترويحيا حيث كانت محاطة بعدد كبير من المقاهي كما – خاصة أيام الأعياد- تنتشر ألعاب الأطفال في الساحة.

مقهى ساحة الصفاة قديماً

احتفالات أهل الكويت قديما بالأعياد في ساحة الصفاة 

 وفي بداية الثلاثينيات من القرن العشرين بدأ النمو العمراني يصل للساحة حيث انتقلت بلدية الكويت إلى مقرها الجديد في الساحة عام  1933.

وتلاها افتتاح مبنى دائرة الشرطة والأمن العام ومبنى السلكي واللاسلكي.

مدخل مديرية الأمن العام الواقعة في ساحة الصفاة كما ظهر عام 1939

وأقيم على الساحة عدد من الاحتفالات العامة وأشهرها العرض العسكري الذي تم في  25 فبراير1950 بمناسبة تولي الشيخ عبد الله السالم الصباح مقاليد الحكم في البلاد واحتضنت ساحة الصفاة العرض العسكري للجيش الكويتي بمشاركة القوات البريطانية.

أول عرض عسكري شهده البلاد في ساحة الصفاة مناسبة عيد الجلوس الشيخ /عبد الله الصباح

 العروض العسكرية الكويتية من ساحة الصفاة  إلى صبحان

في 29 فبراير 1988 افتتح مشروع ساحة الصفاة حيث أعيد تنظيم الساحة بمساحة تبلغ مساحتها 12.000 متر مربع. ويضم المشروع ساحة مرصوفة ونافورة يتوسطها نصب تذكاري و ممرات للمشاة على شكل أنفاق تحت ملتقى الطرق التي تخترق الساحة ومحال تجارية.

النصب التذكاري ونافورة ساحة الصفاة

وعن الوصف الجغرافي والمكاني لساحتنا نضيف القول  بأنها تقع في قلب مدينة الكويت القديمة ، أو ربما تميل إلى جهة اليسار قليلا عن المنتصف ، وقدكانت هذه الساحة نقطة تلاقي لجميع المناطق الكويتية القديمة ، فشمالها تقع منطقة القبلة تقريبا ، وعن جنوبها المرقاب (أو جنوب شرقي) ، و عن غربها منطقة الصالحية ومن ثم الوطية ، و عن شرقها منطقة السوق ومن ثم منطقة شرق.

 ساحة الصفاة في فترة الخمسينات وقبل بناء عمارات جوهرة الخليج

ولقد كانت هذه الساحة من أشهر المواقع في الكويت القديمة ، ولا نبالغ إن قلنا هي ساحة الكويت العامة ، و كانت هذه الساحة تقوم بعدة أدوار في ذلك الوقت فهي سوق كبير وكذلك فهي محطة راحة للقوافل القادمة من الكويت و الداخلة عن طريق بوابة الشامية ، فتكون هذه الساحة المكان الوحيد الذي يسع تلك القوافل ، كذلك فان الشيخ عبد الله الجابر الصباح كان يجلس بها بعد صلاة العصر ليقضي بين المتخاصمين في شئون التجارة والبحر ، و كانت أيضا ساحة رسمية لإقامة المناسبات الاحتفالات ، التي تقام على مستوى الإمارة ، و كانت أيضا المكان الذي يقام فيه القصاص والحدود الشرعية على ملء الناس والعامة.

ساحة الصفاة سنة 1965

لقد كانت لهذه الساحة تاريخ عظيم وأحداث كثيرة حتى أصبحت راسخة في أذهان الكويتيين في ذلك اليوم على قدر نسيانها في زمننا هذا.

وقد كانت هذه الساحة المتنفس الحقيقي لأهل الكويت.. في احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية.

 وهي ايضا مرتع جميل للأطفال خصوصا في الأعياد، وفيها تقام الدوارف والقليللبة ويركب الأطفال الحمير المزركشة المحناة، وتستخدم ايضا هذه الساحة لاقامة العرضة في مناسبة الأعياد.

عيد الفطر المبارك ساحة الصفاة 1963

و لا ننسى أن أول شارع في الكويت تم إعداده و تزفيته قد ابتدأ من ساحة الصفاة و ينتهي عند قصر دسمان ، و كان يسمى شارع دسمان وكان ذلك في سنة 1945 ، و لم يستمر هذا الشارع طويلا حتى تلف وتراكمت عليه الأتربة ، و لكن أعيد ترميمه بعد ذلك و هو اليوم شارع أحمد الجابر المعروف.

 وقديماً شاهد الدكتور ماليري الساحة و هي تسعها تلك القوافل بحجمها وكثرة جمالها حتى انه يروي ذات مرة أنها كانت مناخا لعدد من الجمال رآها بعينه و قد بلغ عددها نحو ألف من الإبل .(الكويت قبل النفط – مذكرات مالير)

  

ويقال أن هذه الساحة كانت في السابق مقبرة  وقد مضعليها أكثر من مائة عام حتى أصبحت بعد ذلك محطة تجارية كما أسلفنا.

ومن أروع ما قيل بها من أبيات شعرية كانت قد صدرت من شاعر الكويت الفطحل الشاعر الضرير صقر الشبيب الذي توفى سنة 1963 إذ قال عنها و كان يشكي كثرة الناس فيها مما يؤدي إلى المضايقة في السير و الزحام الشديد إذ يقول:-  

       ما في الصفاة لذي عمى*** مثلي أمـور تحمد

       كم مـــرة قد ضمني ***** فيها زحــام أنكـــد

       كادت به عــن جثتي ***** نفسيالعزيزة تفقد

وأما اليوم فلا ناس تمشي بها ولا سوق ولا إبل ، فقد أصبحت اليوم شارع لمرور السيارات ،بينما موقعها معروف اليوم و محدد عن طريق العلامات الإرشادية.

سبب التسمية : عُرفت ساحة الصفاة بهذا الاسم لأنها ساحة ترابية متسعة، تبدأ من ساحة الأمن العام وقصر نايف وتأخذ في الاتساع ، فهي واسعة جدا (وشرق) كما يقال باللهجة الكويتية .

( كنا معكم الآن في واحد من أماكن كويتنا ما بين الماضي والحاضر )

ساحة الصفاة وعبق الماضي الجميل  

 

2 Comments

  1. جيد وممتاز شكرا على هذه الاخبار السارة واتشرف بزيارة موقعكم
    شكرا للكويت
    شكرا لكم على جهودكم
    وفقكم الله

  2. جيد وممتاز شكرا على هذه الاخبار السارة واتشرف بزيارة موقعكم
    شكرا للكويت
    شكرا لكم على جهودكم
    وفقكم الله.

اترك رد