اهلا وسهلا بكم زوار موقع الكويت kwt32 الكرام
ٍسأقدم لكم السلسة الرابعة من شخصيات كويتية لها تاريخ عريق في دولة الكويت
إن لرجالات الكويت ونسائها مواقف ومشاهد لا يمكن لأهل الكويت أن تنساها، فمنهم مَن رفع اسم الكويت في المحافل الدولية، أو كانت لهم بصمات، فمازلنا نتحدّث عن مجموعة من الشخصيات التي أثرت في مجتمعنا بثقافة وعقل وعلم وتعاون ومجتمع متماسك، لذا نتمنّى أن نحذو حذوهم، ونسأل الله الرحمة لمَن توفى منهم، ولمَن بقي طول العمر.
المهندس أحمد عبد الخالق البنا
1898- 1972 برع المرحوم أحمد في فنون الزخرفة والتصميم، وتعلم فنون البناء والإنشاء المعماري في كل من بغداد وأصفهان والبحرين فنال لقب الأستاذية، وكان يُطلق عليه (أسطى أحمد) بفضل انجازاته الرائدة في فن البناء، فهو أول من أدخل طريقة صناعة الطابوق بطريقة الأسمنت مع الحصى، واستخدم كذلك الحجارة البحرية التي يتمّ تغليفها بالأسمنت، وابتكر طريقة القوالب الخشبية لرصّ المواد الأسمنتية، كما أدخل فن المساح بالجصّ وفنون الزخرفة الجبسية البارزة، وكانت له بصمات معمارية كثيرة منها: مبنى المستشفى الأمريكاني، والسفارة البريطانية سابقاً (بيت ديكسون حاليًا)، والمدرسة الأحمدية، ومدرسة المهلب مقرّ المسيحيين، كما أشرف على مشاريع كبيرة وهامة في ذلك الوقت، فقد أشرف على بناء منازل موظفي شركة النفط عام 1939م، وأشرف على بناء قصر السيف، واشتهر ببناء المساجد والمنارات والقباب، وكان أول من بنى فندقاً بالكويت، وكثيرة هي انجازات المرحوم المهندس أحمد البنا.
المرحوم راضي عبيد أبو لبقه
هو الحاج راضي بن عبيد بن نصار بن محمد بن عبد الله بن عون الفرثي، من عشيرة ذوي عوين من فخذ القراشة من بطن غياض من قبيلة العوازم، لقبت أسرته بالفرثي، والفرث في اللغة معناها: الشبعان، ولعل هذا اللقب يدلّ على المركز المالي الجيّد لهذه الأسرة العريقة، وقد زال هذا اللقب منذ الربع الأول من القرن الماضي ليحلّ بدلا منه لقب «أبو لبقه» الذي أطلقه العامة على والده عبيد، لأنه كان يلبق (أي يستضيف) كل من أتاه طالبًا للعون أو المساعدة، وقد حمل أبناؤه وأحفاده هذا اللقب كاسم للعائلة، ولد المرحوم الحاج راضي عام 1899م في حي القبلة، وكان والده عبيد وعمه عبد الله من النواخذة المعروفين، وكان لوالده ديوان كبير معروف في بيته الواقع- في وقتنا الحاضر- بأرض مبنى مجلس الأمة، وكان يرتاده التجار وأهل العلم والرأي بالكويت، نشأ راضي مع أخيه نصار، وترعرع في الحي، وتعلم من والده مهنة الغوص على اللؤلؤ، ودخل مع والده الغوص عدّة مرات حتى أصبح نوخذه بعد والده، وكان في فصل الشتاء وبعد انتهاء فصل الصيف يسافر إلى عدن وسيلان ودول الخليج بحّارًا بقصد التجارة، حتى أنه من كثرة ما ذهب إلى سيلان عرف اللغة السيلانية، وكان يملك كوالده (حضورًا) كثيرة على ساحل عشيرج «جزيرة الغربة»، ومن منطلق تديّنه أسّس حملة حج على الإبل منذ الثلاثينات، وقد استمرت هذه الحملة حتى ظهور حملات السيارات، واستمرت الحملة بواسطة السيارات حتى عام 1964م، حيث توقفت الحملة لكبر سنه، ويذكر سعد الغريب الذي ذهب معه إلى الحج أن الحاج راضي كان يأخذ منهم الإبل التي أصابها إعياء ويقوم بتعويض ذلك باستئجار إبل جديدة من أصحاب الإبل، كان- رحمه الله- من خطته في السير أن يذهب أولا إلى المدينة ثم إلى مكة المكرمة ومنها يعود إلى الكويت، وقد توفي- رحمه الله تعالى- عام1981م.
المرحوم محمد رفيع حسين معرفي
عضو المجلس التأسيسي سابقاً، وُلد في عام 1909م، وهو من عائلة كويتية معروفة اشتهرت بعمل الخير، درس لدى الكتاتيب، وانتقل بعدها إلى مدرسة المباركية، عمل بالتجارة وإدارة أعمال العائلة بالبصرة والهند وعمان، من خلال زياراته للبصرة وارتياد الديوانيات التي كانت منتدى للمثقفين والسياسيين برزت لديه ميول سياسية، وعند الانفراج السياسي في عهد الشيخ عبد الله السالم، ودعوته لإنشاء مجلس تأسيسي، رشح نفسه في عام 1961م عن دائرة الشرق، وفاز بالانتخابات مع زميله المرحوم منصور موسى المزيدي، وقد كان له دور بارز في المجلس التأسيسي من خلال المناقشات والتي أدّت إلى وضع دستور البلاد، وبعد المجلس التأسيسي اتجه مرة أخرى لإدارة أعماله التجارية، وقد توفي- رحمه الله تعالى- عام 1976م.
المرحوم سالم فهد الدويلة
وُلد الحاج سالم فهد الدويلة في حي سعود المُطلّ على البحر من حي الوسط عام 1907م، ولظروف ما انتقل من هذا الحي واستقر في حي العوازم قرب مسجد هلال المطيري، اشتغل سالم بالتجارة في سوق ابن دعيج، وظل في هذا العمل مع الاشتغال في حملته، حيث كانت له حملة حج على الإبل في الثلاثينات من القرن العشرين، وقد استمرت هذه الحملة إلى نهاية فترة الأربعينات ثم توقفت، ثمّ إنه أسّس من جديد- في فترة الخمسينات- حملة جديدة على السيارات، واستمرت هذه الحملة حتى عام 1973م، توفي- رحمه الله تعالى- عام 1994م عن عمر يناهز سبعة وثمانين عامًا.
الدكتورة حصة الرفاعي
إن هذه الشخصية هي شخصية مختلفة، فهي شخصية نسائية كما هو ملاحظ، وكان سبب اختيارها لاختصاص (سور الديرة) في مجال عملها اليومي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث والفولكلور والأدب الشعبي، إنها الدكتورة حصة الرفاعي التي وُلدت عام 1947م، وهي حاصلة على تخصّص علمي نادر في مجال الفولكلور والأدب الشعبي، وقد حصلت على شهادة الماجستير من مصر، وكان عنوان الرسالة (أغاني البحر)، كما أنها قدّمت الكثير في مجال التراث، ولها العديد من الدراسات والأبحاث التخصّصية ومنها (الطب الشعبي مفهومه وخصائصه)، كما أن الدكتورة حصة شاعرة ولها ديوان باسم (آواه يا وطني)، وللدكتورة حصة شعرٌ شعبي جميل، نذكر منه قولها: « ليش اتعذر يا عديل الروح، أنت حبيبي وتدري عن حالي… أنا الذي في حبكم مجروح، مالي صديق أبد ولا والي… أشفاي عندك لو تجي وتروح، تبري جروحي وأنت يالغالي… كزرت دهري هايمًا وأنوح، ما غاب طيفك يوم عن بالي… ظليت في بحر الهوى مطروح، دمعي على الخدين همالي».
السيد/ محمد عبد المغني العبد المغني
1906-2007 يُعدّ من رجالات الكويت البارزين الذين خدموا الكويت وساهموا في بناء نهضتها، وُلد في فريج الساير بـ «قبلة»، وألحقه والده بالمدرسة المباركية، تتلمذ على يد الشيخ يوسف بن عيسى القناعى، وتحمّس لحمل السلاح والمساهمة في خوض الحرب ولم يكن قد تجاوز آنذاك سن الرابعة عشر، إلا أنه لم يحارب، وذلك احترامًا لقرار الحاكم الشيخ سالم الصباح الذي طلب من الشباب البقاء بالمدينة، إلا أنه ساهم في نقل المصابين، وقد سمحت له الفرصة عام 1922م مع مجموعة من الزملاء باستئجار سفينة صغيرة تولّى إدارة دفتها وذلك في عام 1924م، وسافر إلى الهند للتجارة وتعلم اللغة عام 1926م، كما سافر إلى عدن وعمل وكيلا تجاريًا لحساب التجّار الكويتيين عام 1939م، ثم عاد إلى الكويت وطلب منه الشيخ عبد الله السالم تأسيس دائرة حكومية مالية، وفي عام 1942م استدعاه المغفور له الشيخ عبد الله السالم وأسند إليه إدارة أمانة سر المجلس البلدي، وكان آخر أعماله وتبرّعاته الكريمة هو بناء (مستوصف الفيحاء الحالي) بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليون دينار كويتي، رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى.
عبد الوهاب الصقر
غيّب الموت عبد الوهاب حمد الصقر عن عمر يناهز 82 عامًا، والفقيد الكبير هو آخر ذرية المرحوم حمد عبد الله الصقر وأصغر أشقائه عبد الله وعبد العزيز ومحمد وجاسم، وُلد الراحل في حي القبلة عام 1924م، ولمّا صار في العاشرة أرسله والده للدراسة في البصرة مع شقيقه الأكبر عبد الله الذي كان يدير أملاك عائلة الصقر في العراق، وفي عام 1943م توجّه إلى لبنان لمتابعة دراسته الثانوية، فزامل الدكتور أحمد الخطيب، وعبد الله اليوسف الغانم، وخالد ثنيان الغانم، ومرزوق فهد المرزوق، ومرزوق محمد الغانم، وعبد العزيز محمد ثنيان، وعبد اللطيف القطامي، لكنه رجع بعد سنة إلى الكويت، ومنها سافر إلى الهند مع شقيقه عبد العزيز الذي كان مكلفاً بأعمال العائلة هناك، بعدها عاد إلى الكويت، ثم استقر في البصرة، ثم استقر به المقام في وطنه، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.