حرق الدهون واستهلاك السعرات هى عملية يقوم بها الجسم بتكسير الدهون المخزنة لديه إلى مركباتها الأولية للحصول على الطاقة اللازمة لأداء وظائفه المختلفة

فالجسم يحتاج إلى الطاقة لكي يتحرك وينمو ويؤدى وظيفته على أكمل وجه . فنحن نحرق طاقة مع كل نبضة قلب ، وعند كل نفس نأخذه .

،. والمعروف أن

الجسم يحرق القسم الأكبر من السعرات الحرارية أثناء قيامه بالوظائف الحيوية الأساسية ” الهضم والتنفس والتفكير …” من دون حتى أن نتحرك

. أما إذا أردنا أن نحرك عضلاتنا ونقوم بالأنشطة المختلفة ، فإن أجسامنا تحتاج إلى طاقة إضافية ، وتختلف كمية هذه الطاقة باختلاف درجة نشاطنا ، فكلما كانت حياة الفرد خاملة ، كان ما يستهلكه في حالات السكون وعدم الحركة .

ولكن ما الذي يحدد سرعة حرق الدهون واستهلاك السعرات ؟

هناك عوامل عدّة تحدد سرعة لحرق ، أهمها:

حجم الجسم
حجم العضلات فيه ،
إضافة إلى العمر ،
الجنس ،
مستوى النشاط ،
حرارة الجسم والمناخ .

ويكون الاستهلاك للسعرات وحرق الدهون أسرع لدى الشباب منه لدى المتقدمين في السن . ولدى الرجال أكثر من النساء ، ولدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أكثر من غير الممارسين . ويلعب العامل الوراثي أيضاً دوراً في تحديد سرعة الحرق .

من المعروف أننا نصاب بالسمنة ، عندما تفوق كمية السعرات الحرارية التي نتناولها الكمية التي يحرقها أو يستهلكها الجسم . وإذا كان الحرق بطيئاً فإنه سيؤدي إلى تراكم الكيلوجرامات الزائدة في أجسامنا .

غير أن اللجوء إلى الرجيم الغذائي وتناول سعرات حرارية منخفضة ، لن يحل وحده المشكلة !!، ولن يضمن لنا النجاح الدائم في تخفيض أوزاننا . فإذا لم يتلق الجسم عدد الوحدات الحرارية ، التي تعود عليها ، فإنه يلجأ إلى اتخاذ موقف دفاعي ضد هذه الحالة التي يعتبرها تجويعاً ، فيقوم بخفض سرعة الحرق ” التمثيل الغذائي ” للحفاظ على الطاقة ، ويصبح تخفيف الوزن أكثر صعوبة .

ما هي إذن الوسائل الفعالة لتسريع عملية التمثيل الغذائي في الجسم ، ولحرق المزيد من السعرات الحرارية ؟

1– الرياضة : تعتبر الرياضة من أهم وسائل تسريع عملية التمثيل الغذائى وحرق الدهون . فمجرد أن نبدأ أي نشاط يؤدي إلى زيادة نبضات القلب ، مثل السباحة أو الركض أو ركوب الدارجة أو حتى مجرد المشي . فنكون بصدد حرق المزيد من السعرات الحرارية . وإذا مارسنا هذه التمارين مدة تتراوح بين 20 و 30 دقيقة ، بسرعة تجعلنا نجد صعوبة في التحدث براحة ، فإن سرعة الحرق واستهلاك السعرات لدينا ستظل مرتفعة عدة ساعات ، حتى بعد انتهائنا ما ممارسة التمارين .

كما تبين أن الأشخاص الذين يكثرون من الحركة والتنقل ، يحرقون يومياً 400 وحدة حرارية ، أكثر من الآخرين . لذلك من المستحسن ، إن لم نكن من هؤلاء الأشخاص ، أن نحاول حرق نفس كمية الوحدات الحرارية ، عن طريق زيادة النشاط العام في نزهات قصيرة على الأقدام ، كلما سنحت لنا الفرصة ، كما يمكننا صعود الدرج بدلاً من المصعد ، وركوب الدراجة بدلاً من السيارة .

2- وجبات صغيرة عدة مرات يومياً : كلما أكلنا ” بشرط أطعمة منخفضة السعرات ” ، نحرق سعرات حرارية اكثر عن طريق الطاقة اللازمة ، لأكل وهضم وامتصاص الطعام . والواقع إن تناول وجبات صغيرة ومنظمة كل ثلاث أو أربع ساعات ، يساعد على زيادة استهلاك السعرات الحرارية ، يفوق ذلك الذي يحرق عند تناول وجبة كبيرة واحدة . كذلك فإنه يحول دون شعورنا بالجوع ، ويخفف بالتالي من إقبالنا الشديد على الأكل أو الإفراط فيه .

3- تناول البروتين : يحتاج هضم الأطعمة البروتينية إلى وحدات حرارية تزيد بنسبة 18 % ، على ما يحتاجه هضم الكربوهيدرات أو الدهون . لذلك ، علينا أن نحرص على تناول مخصصاتنا اليومية من البروتينات ، التي يجب أن تشكل 15 % من مجمل الوحدات الحرارية التي نتناولها . ويمكن الحصول على هذه النسبة ، عن طريق تناول حصتين أو ثلاث حصص من مشتقات الحليب ، وحصتين أو ثلاث من اللحوم أو الأسماك أو المكسرات أو الحبوب أو البقوليات يومياً . ولكن يجب تفادي الإكثار من البروتينات ، لأنه يمكن أن يؤدي إلى إرهاق الكليتين ، والكبد . كما أنه يرتبط بانخفاض نسبة الكالسيوم في العظام وبارتفاع ضغط الدم .

4- الفلفل والبهارات الحارة : أظهرت دراسات عديدة ، أن مادة الكابسيسين الموجودة في البهارات ، وخاصة الفلفل الحار ، قادرة على زيادة سرعة الحرق واستهلاك السعرات بنسبة 50 % طوال الساعات الثلاث ، التي تلي تناول وجبة غنية بالبهارات الحارة . ويعود ذلك إلى أن سرعة نبضات القلب تزداد عند تناول هذه البهارات .

إضافة إلى ذلك ، فإن البهارات تمنح النكهة للأطباق الفقيرة بالدهون ، فلا نحتاج إلى إضافة الدهون إليها . كذلك ، فإن الكابسيسين ، يتمتع بخصائص مضادة للإلتهابات ، ويمكن أن يفيد في حالات مثل التهاب المفاصل .

5- الكافيين : تبين في عدة دراسات أن فنجانين من القهوة ، يومياً ، يمكن أن يزيدا من سرعة التمثيل الغذائى وحرق الدهون بنسبة تتراوح بين 10 و 30 % في الفترة الممتدة بين ساعة وثلاث ساعات بعد شربهما .

6- الشاي الأخضر : أظهرت أكثر من دراسة ، أن الأشخاص الذين يشربون الشاي الأخضر ، يحرقون من السعرات الحرارية عدداً أكبر مما يحرقه الذين لا يشربونه .. والشاي الأخضر مفيد جداً أيضاً للصحة العامة ، فهو مضاد ممتاز للأكسدة ، ويساعد على تقوية مناعة الجسم . ولكن يجب الاكتفاء بثلاثة أو أربعة فناجين كحد أقصى في اليوم ، نظراً لما يحتوي عليه الشاي من كافيين .

7- تناول الزنجبيل والقرفة تزيد من معدل حرق الدهون واستهلاك السعرات

8- تناول المشروبات والأطعمة الباردة ، فهذا سيجبر الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية ، لكي يحافظ على درجة حرارته الطبيعية أي 37 درجة .

* في الصيف يزداد معدل استهلاك السعرات الحرارية عنه في فصل الشتاء .. ولذا نجد أن هناك زيادة في الوزن تحدث في فصل الشتاء وتقل في الصيف .

 

الدكتور
حسن فكرى منصور

مدير مركز ابن سينا بدمنهور

استشارى التغذية العلاجية

اترك رد