اهلا و سهلا بكم معنا عبر موقع كويت32 دوت كوم سنعرض لكم اليوم في هذا المفال عن فيلكا الجزيرة العربية اليونانية الكويتية
للحضارة عنوان وللأصالة والعراقة جذور وتاريخ .
ونحن على أرض جزيرتنا نؤرخ ونُأصل لقدم وعراقة نشأة ووجود كويتنا الغالية .
فجزيرة فيلكا تعد واحدا من شواهد وجود وقدم أرض الكويت على خرائط ومعالم العالم القديم .
ونحن في فيلكا نبحر مع مياهها وشواهدها في رحلة إلى زمن الحضارات القديمة التي قامت وشيدت على ثرى هذه الأرض الأصيلة
وأنا أعرض في مقدمتي هذه لكل أبناء كويتنا صفحة من صفحات الماضي وحضاراته على أرض الكويت شاهدة على عراقة النشأة والوجود.
جزيرة (فيلكا وباللهجة الكويتية فيلچا) هي جزيرة كويتية تقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي على بعد 20 كيلومتر من سواحل مدينة الكويت .
يبلغ طول جزيرة فيلكا نحو 12 كيلو مترا وعرضها 6 كيلومترات وتبلغ مساحتها الإجمالية 43 كيلومترا2 وأعلى ارتفاع للجزيرة هو 10 أمتار، ويبلغ طول الشريط الساحلي للجزيرة 38 كيلومترا.
كانت الجزيرة محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي .
اعتبرت الجزيرة مركزاً دينياً ذا شأن مهم في الخليج في العصور القديمة.
كذلك كانت سبّاقة في تأسيس إحدى أول المراكز الحضرية في منطقة الخليج العربي وخلال العصر الدلموني أي منذ حوالي 3000 سنة ق.م في الفترة التي شهدت بروز الحضارة الإنسانية في البحرين كان سكان فيلكا قد قد أسسوا حضارتهم ودينهم الخاص .
يُعتقد بأن إحدى الكلمات التي اشتُق منها اسم فيلكا (فيلاكيو ) باليونانية القديمة )(φυλάκιο) التي تعني نقطة تمركز أو موقع بعيد .
التسمية
جاء ذكر الجزيرة في كتابات المؤرخ “أريان” عام 170 ق.م حيث ذكر أنها سميت “بإيكاروس” تيمناً بجزيرة إيكاروس الإغريقية الأصلية الواقعة في بحر إيجه .
ويقول المؤرخ اليوناني “آريستوبوليس” بأن الأسكندر الأكبر أمر بتسمية هذه الجزيرة بنفس اسم الجزيرة الموجودة في بحر إيجه.
ويذكر أن الأسكندرالمقدوني الذي ولد في عام 356 قبل الميلاد في مقدونيا التي كانت تابعة للإمبراطورية اليونانية حينذاك وفي الثلاثينيات من عمره حقق انتصارات كبيرة وامتدت سيطرته الإمبراطورية التي أقامها من مصر حتى الهند. ومات في بلاد بابل (العراق حاليا) بعد إصابته بالحمى وهو في الثالثة والثلاثين من عمره فقط.
ويعتقد أن اسم جزيرة فيلكة مشتق من الكلمة اليونانية “Fylakio” والتي تعني الموقع العسكري المتقدم )فيلق)
ويُعتقد بأن الجزيرة قد سُميت نسبة إلى الأسكندر الأكبر، إذ أن اسمه الحقيقي هو “ألكساندر بن فيلاقوس“.
وأقدم خريطة ملاحية للجزيرة كانت سنة 1563ورسمها البرتغالي لازارو لويس قد أسماها إليا ده أكوادابالبرتغالية Ilha dagoada) أو أكوادا فقط، ومعناها جزيرة الماء، وهذا الاسم مناسب لها لوجود الماء في الجزيرة.
وقد بدأ رسامو الخرائط والملاحون الأوروبيون باسترجاع اسمها المحلي فيلجة، وأقدم خريطة لهذا التصحيح فكانت لجون ثورنتون سنة 1716، حيث أسماها بيلوجي(Peleche)، وإن استمرت بعض الخرائط تكتب الجزيرة باسم أكوادا وبيلوجي.
التاريــخ
عُثر في الجزيرة على نسخة من كتاب الموطأ للإمام مالك ” برواية يحيى ابن يحيى الليثي”، وقد وجده” عبد العزيز حسين في مكتبة والده” ملا حسين ” وقد كتبه “مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم”، في جزيرة فيلكا في سنة 1682 .
كذلك فقد وقعت معركة الرقة البحرية بالقرب من جزيرة فيلكا في عام 1783 .
الآثـــار
في عام 1937 ، عُثر في الجزيرة عن طريق الصدفة على حجر نقشت عليه كتابة يونانية طلق عليه اسم“حجر سويتلوس“.
وبدأت عمليات الاسكتشاف في الجزيرة في سنة 1958 على يد بعثة دنماركية حيث اكتشفت تلال أثرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، أي العصر الذي يعرف باسم العصر البرونزي ، وقد استمرت البعثة الدنماركية في التنقيب لمدة 41 يوما حيث بدأت في 11 فبراير 1958 وقد استمرت البعثة الدنماركية في القدوم إلى الجزيرة لمدة خمسة مواسم منذ عام 1958 وحتى 1963 .
وكانت البعثة الأولى منذ يناير 1958 وحتى 24 مارس .
والبعثة الثانية منذ 24 يناير 1959 وحتى 25 مارس .
والبعثة الثالثة منذ 9 يناير 1960 وحتى 24 مارس .
والبعثة الرابعة منذ 7 نوفمبر 1961 وحتى 23 يناير 1962 .
والبعثة الخامسة منذ 6 نوفمبر 1962 وحتى 23- يناير 1963
وقد أتت إلى الجزيرة العديد من البعثات الخارجية للتنقيب عن الآثار ومنها بعثات من الولايات المتحدة الأمريكية .. ايطاليا .. الأردن .. بريطانيا .. فرنسا .
وقد نقلت البعثة الدنماركية القادمة من متحف مدينة آرهوس بعض الآثار المكتشفة بحجة رغبتهم في بقاء تلك الآثار بالقرب منهم ولعدم وجود قانون لحماية الآثار في الكويت في ذلك الوقت،واتفق العلماء الذين توافدوا إلى الجزيرة على أن الجزيرة كانت مركزا من مراكز حضارة دلمون التي كانت تضم البحرين والساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية (الإحساء والقطيف ) هناك من يقول بأن الحضارة امتدت حتى قطر والإمارات وحدود عُمان الشمالية ، ومن الأمور التي تؤكد على أن الجزيرة كانت جزءا من حضارة دلمون وجود بعض النقوش الكتابية المحفورة على قطع وأختام على بعض الأحجار،
وقد عُثر على كسر لحجر كُتب عليه اسم إله حضارة دلمون ” انزاك ” ، ونقش آخر يذكر “معبد إنزاك” عثر عليه في أطلال المعبد في المدينة الدلمونية في فيلكا، وتوجد 90% من النصوص التي ذكر فيها الإله “إنزاك” في جزيرة فيلكا، وهذا يؤكد على أن فيلكا كانت جزءا مهما من الحضارة الدلمونية.
وقد تركزت مراكز الحضارة في جزيرة فيلكا في الجزء الجنوبي الغربي، وتعاقبت على الجزيرة فترات سكنية منذ عام 2000 قبل الميلاد وحتى عام 1200 قبل الميلاد، حيث يُظهر موقع قصر الحاكم في الجزيرة أن الاستيطان تم فيها بداية من عام 2000 قبل الميلاد، وقد عُثر على فخاريات حمراء تعرف باسم فخاريات دلمون المبكرة أو فخاريات بربار،
وهي تشابه تلك الموجودة في قلعة البحرين وعُثر على مبنى كبير يُسمى باسم قصر الحاكم، كانت مقدمته تحتوي على غرف تستخدم للاستقبال والإدارة، وفي الخلف يوجد القسم السكني فيه، ويتكون من فناء تحيط بها غرف استخدمت للسكن والتخزين، حيث يُوجد مستودع مليء بجرار تخزين متوسطة الحجم وصل عددها إلى 70 جرة، وبالقرب من قصر الحاكم وجدت أحواض لصهر المعادن، وفي المدينة الدلمونية في فيلكا، كُشف عن آثار لمبان سكنية بُنيت من الحجارة البحرية المحلية.
وقد عُثر على عدد كبير من الأختام في الجزيرة بلغ عددها 600 ختم، وسُميت أختام دلمون والغالبية العظمى منها صُنعت محليا، وقد وُجد عدد من أدوات الحفر بالقرب منها.
ظلت حضارة دلمون مزدهرة حتى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وبعدها اتصلت الجزيرة مع الحضارة الكاشية بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وقد نشطت أعمال البناء في تلك الفترة، وتم بناء البيوت الجديدة فوق البيوت القديمة حسب طرز معمارية جديدة، وتغيرت الأختام التي استخدمتها الجزيرة في ذلك الوقت، وتمت الاستعانة بالأختام الأسطوانية، وقد تم ترميم المعبد الدلموني بتقوية جدرانه وظل الإله “إنزاك” كبير آلهة دلمون، وفي عام 1200 قبل الميلاد هجر السكان الجزيرة بشكل مفاجئ، وفي العصر الهيلينستي تركز الاستيطان في عدة مواقع في الجزيرة.
وقد عُثر على آثار قلعة مربعة تعود إلى تلك الفترة .
وهي محصنة من زواياها الأربع بأربعة أبراج، ولها بوابتان، وكُشف بداخلها وجود معبدين، الأول مبني على الطراز الإغريقي وهو من حجر ذي سطح مستو ويكتفه عمودان وتمثل قاعدتهما طرازا شرقيا وهو الطراز الأخميني، وقد وجد أمام المعبد لوح حجري كُتب عليه باللغة اليونانية القديمة، يذكر اسم إيكاروس، وقد أطلق عليه اسم“حجر إيكاروس“،
والحجر يحتوي على خطاب موجه من قبل “إيكاديون” (قد يكون حاكم سوسة السلوقي) إلى “إنكزارخوس” (الذي ربما يكون حاكم إيكاروس) الذي أمر بنقش الخطاب على حجر ونصبه أمام المعبد كي يقرأه أهل الجزيرة، ويحتوي الخطاب على تعليمات بنقل معبد الإلهة ارتميس من مكانه وإقامة مسابقات رياضية وثقافية وإعفاء المزارعين من الضرائب وعدم السماح لهم بتصدير محاصيلهم خارج الجزيرة، وطلب منهم تخزين الفائض احتياطا لمواجهة أي نقص غذائي مفاجئ، وقد عُثر بجانب المعبد على عدد من القطع النقدية بلغ عددها 13 قطعة تعود إلى عهد “أنطوخيوس الثالث السلوقي” الذي حكم بين عامي 223 و 180 قبل الميلاد، وعُثر على هياكل عظمية في الحفريات التي وقعت في موسمي 1984 وحتى 1988 حيث عثر على 12 هيكل عظمي آدمي، وقد عُثر في الجزيرة أيضا على أساسات كنيسة شبيهه بالكنائس الشرقية، يعود تاريخها الى القرنين الخامس والسادس للميلاد .
ومن أهم الاكتشافات الأثرية في فيلكا اكتشاف منزل يحتوي على 12 غرفة أحد هذه الغرف كانت ورشة حدادة.
في يوم 30- نوفمبر 2008 وقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عقداً مع بعثة دنماركية للتنقيب عن الآثار في الجزيرة في المنطقة الواقعة بين المعبد البرجي وقصر الحاكم وهي من أهم مناطق العصر البرونزي في الجزيرة وقد كشف المسح بالرادار عن وجود مبنى على عمق 170 سم تحت سطح الأرض، وتم توقيع عقد مع البعثة الفرنسية التي تعمل عند القلعة الهيلينستية ومنطقة القصور لبدأ التنقيب في موسم 2008 . 2009
في يوم 12 يناير 2009 وقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اتفاقية مع جامعة بورجيه الإيطالية للبحث عن آثار إسلامية، وتم توقيع اتفاقية مع اليابان ، تعطلت في بداية الأمر بسبب مرض رئيس الفريق الياباني، وتم البحث في منطقة القرينية في الجزيرة على سطح أرض يمتد لمسافة كيلومتر وبعرض 200 متر، وبدأ التنقيب في شهري يناير وفبراير من عام 2009 .
نقل المتحف
وفي يوم 27 أبريل 1966 صدر مرسوم أميري بضم إدارة الآثار والمتاحف إلى وزارة الإعلام، حيث تطورت مهمة المتحف، وعند هذه المرحلة بدأت مراجعة السجلات اليومية للموظفين المرافقين للبعثة الدنماركية للتعرف على الآثار المكتشفة في فيلكا، وبالتالي اكتشف بأن بعض تلك الآثار لم تكن بالكويت، وتمت مراجعة الدوريات الأجنبية التي تتحدث عن البعثة الدنماركية، وتضمنت تلك الدوريات صورا لبعض المكتشفات في فيلكا وهي موجودة في متحف آرهوس، وعلى إثر ذلك سافر المسئولون إلى الدنمارك لرؤية الآثار الموجودة في متحث آرهوس وتأكدوا من وجودها، وفي مايو 1985 أرسل وفد من الكويت إلى متحف آرهوس للتفاوض مع إدارة المتحف لاسترجاع الآثار، وكانت حجة الدنماركيون أنهم يريدون دراسة تلك الآثار، وبعد انتهاء المفاوضات رجعت الآثار إلى الكويت في نوفمبر 1987 .
أنشئ أول متحف في فيلكا في منزل الشيخ/ أحمد الجابر الصباح الصيفي في الجزيرة من قبل السيد” طارق رجب “
وفي يوم 9 – سبتمبر 1997 نُقلت موجودات المتحف إلى متحف الكويت الوطني للمحافظة عليها بعد إصابتها بالدمار بسبب حرب الخليج الثانية .
وقد افتتح في 6 يونيو 2005 معرضا لعرض آثار الجزيرة في مدينة ليون الفرنسية، والهدف من افتتاح المعرض هو إبراز أهمية الجزيرة وتسليط الضوء على التعاون بين الكويت وفرنسا في مجال الآثار الذي بدأ في عام 1983 .
وفي يوم 7 أغسطس 2007 أعلنت الحكومة اليونانية بأنها ستتعاون مع الحكومة الكويتية كي يتم التنقيب عن الآثار في الجزيرة، وسيتركز البحث عن آثار الأسكندر الأكبر والحصون والمعابد التي بناها في القرن الرابع قبل الميلاد، وسيتم التركيز في البحث في مكان المدينة القديمة التي كانت تُسمى “أكاريا“، وفي يوم 6- يناير 2009 تم الكشف عن اكتشافات جديدة في الجزيرة من قبل البعثة الدنماركية.
وقد تم البحث في المنطقة المحصورة بين بيت الحاكم والمعبد البرجي في الجزيرة باستخدام المجسات لمعرفة العلاقة بين المبنيين، وتم استخدام مجس آخر للتنقيب وتم العثور على طبقة طينية صلبة على عمق 100 سنتيمتر وطبقة أخرى على عمق 242 سنتيمترا وطبقة من الحريق يتراوح عمقها بين 332 و 240 سنتيمترا.
الجزيرة في حرب الخليج الثانية
في 2 أغسطس 1990 خلال عمليات الغزو العراقي للكويت هاجمت القوات العراقية الجزيرة في الساعة الخامسة صباحاً، بكتيبة من القوات الخاصة مجهزة بخمسة وأربعين مروحية اشتبكت القوات العراقية مع الحامية العسكرية الكويتية الموجودة بالجزيرة والمؤلفة من سرية دفاع جوي وخلال الإنزال تمكنت سرية الدفاع الجوي من إسقاط مروحية محملة بالجنود بالصواريخ، مما دفع بالمروحيات إلى التراجع، كما أسقطت سرية الدفاع الجوي الموجودة بالجزيرة 7 طائرات.
حاول بعدها الجيش العراقي الدخول من البحر بمئة زورق، ولكن القوة المدافعة استطاعت التصدي لهم وأجبرتهم على الانسحاب. في الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم اقتربت زوراق من الجزيرة وبدأت تقصف بالمدفعية مواقع الجيش الكويتي المتمركز فيها حتى صباح يوم 3 أغسطس 1990ففي الساعة الرابعة من فجر ذلك اليوم اقتحم الجيش العراقي الجزيرة وأسر أفراد القوة المدافعة.
خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 هجر السكان الجزيرة وقامت القوات العراقية بزراعة عدد كبير من الألغام فيها، وبدأ الجيش العراقي بوضع أسلاك شائكة على طول ساحل الجزيرة، وفي يوم 8 ديسمبر 1990 تم تم إخلاء الجزيرة من سكانها ويرجع سبب طرد السكان إلى نية الجيش العراقي تحويلها إلى معسكر للقوات العراقية.
تم تحرير الجزيرة في بدايات شهر مارس من عام 1990 وكان في الجزيرة 1,500 جندي عراقي وأصبحت الجزيرة منطقة عسكرية مغلقة بعد ذلك ولا يستطيع الناس دخولها إلا بترخيص.
الجغرافيا
تبلغ مساحة الجزيرة الكلية 43 كيلومترا، وأقصى طول للجزيرة هو 14 كيلومتر وأقصى عرض يصل إلى 6 كيلومترات، وأعلى ارتفاع للجزيرة هو 10 أمتار، وتمتلك الجزيرة شريطا ساحليا طوله 38 كيلومتر، وهي تتخذ شكل مثلث قاعدته من الغرب ورأسه في الجنوب الشرقي.
وتُعد أرض الجزيرة من الأراضي الطينية الصالحة للزراعة، وكانت الجزيرة وحتى منتصف القرن العشرين معروفة بزراعة القمح والذرة والبرسيم ومختلف الخضار الورقية والبطيخ الشمام بكميات كبيرة، وهنالك أجزاء في الجزيرة تغلب عليها الرواسب البحرية، وعلى الساحل الغربي للجزيرة وحتى وسطها تتشكل التربة من المواد المالحة، وفي المنطقة الشمالية الغربية القريبة من الشاطئ يمكن العثور على تربة رملية قليلة الملوحة. وهناك أرض سبخة في وسط الجزيرة، أما بالنسبة لشواطئ الجزيرة الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية والشمالية فتتكون من صخور بحرية والتربة فيها رملية خشنة. ونظرا لأن الجزيرة صالحة للزراعة، فقد كانت تسد حاجات سكانها الغذائية بنفسها، وكانت 70% من أراضي الجزيرة صالحة للزراعة، التي كانت من المهن الرئيسية لأهاليها في بداية القرن العشرين .
توجد عدة تلال في مختلف أنحاء الجزيرة، متفاوتة من حيث ارتفاعها، إلا أنها لا تتجاوز عدة أقدام، وبعض تلك التلال دلّت على مكتشفات أثرية إذ تم اكتشاف دور سكنية تحتها أو معابد مثل تل سعد وسعيد وقلة القصور وقلة العلم، وتعني كلمة “قلة” اسم التل في لهجة السكان المحلية.
الملكيات العامة والخاصة في الجزيرة
تمتلك الدولة 98.97% من مساحة جزيرة فيلكا في حين تبلغ الملكيات الخاصة 1.03% من مساحة الجزيرة أي ما يعادل 443 ألف متر مربع، الاستعمالات الرئيسية القائمة بالجزيرة هي كالآتي:
الاستعمال السكني بمساحة 733,027 م² (%1.7(
الاستعمال التجاري بمساحة 31,035 م² (%0.07(
الاستعمال التعليمي بمساحة 104,075 م² (%0.24(
الاستعمال الصحي بمساحة 111,926 م² (%0.26)
الاستعمال الصناعي بمساحة 205,843 م² (%0.48)
الاستعمال الحكومي بمساحة 11,416,759 م² (%26.55)
الخدمات العامة بمساحة 224,053 بنسبة (%5.21)
المناطق الخضراء والمفتوحة بمساحة 12,584,042 م² (%29.26(
المرافق العامة بمساحة 2,559,155 م² (%5.95(
وتبلغ إجمالي المساحات المخصصة بالجزيرة حوالي 30,290,994 م² بنسبة %70.44 أما باقي الجزيرة البالغ مساحته 12,709,005 م² ونسبته %29.55 فهو عبارة عن مساحات من الأراضي غير مخصصة أو مقررة.
قرى الجزيرة
تواجدت في الجزيرة عدّة قرى مأهولة على طول سواحلها من شمالها إلى جنوبها، واستوطنت هذه القرى في فترات زمنية متباعدة. يرجع تاريخ استيطان بعضها إلى فترات ما قبل الميلاد والبعض الآخر في العصور الإسلامية. بقيت الجزيرة آهلة بالسكان حتى منتصف القرن التاسع عشر ومن تلك القرى .
1- قرية سعيدة تقع في الشمال الغربي للجزيرة، وتمتاز بساحلها الكبير وكانت أحد أهم الموانئ في الجزيرة، وكانت تتواصل مع جيرانها في العراق وايران على الدوام .
وقد عُثر فيها على أساسات مسجد، ويقع بالقرب من القرية مقام الخضر، وهو تل حجري كانت له مكانة عند أهل القرية، وقد أزيل في منتصف السبعينات من القرن العشرين .
2- قرية الدشت
تقع في الشمال الشرقي من قرية سعيدة، كان يوجد بها جامع كبير.
وكان الشيخ عثمان بن سند يؤم المصلين فيه عندما كان يتواجد في الجزيرة.
3- قرية القرينية
تقع على مرتفع يطل على البحر، وهي تُشرف على سهل واسع، وقد كانت ترسو بها سفن الغوص على اللؤلؤ وسفن صيد السمك وبعض السفن التجارية.
4- قرية الصباحية
اشتهرت في السابق بكثرة آبار مياهها العذبة، وكانت تكثر فيها أشجار النخيل ، حيث كانت السفن تستدل على الجزيرة من تلك الأشجار.
5- منطقة القصور
تقع في وسط الجزيرة وهي عبارة عن عدة أماكن أثرية بلغ عددها 12 مكان، وقد وُجد فيها كنيسة تعود إلى فترة ما قبل البعثة النبوية بمئة عام، وكانت تُستعمل حتى العهد العباسي، ولكنها هُجرت بعد ذلك.
6- قرية الزور
كانت هذه القرية هي مكان تواجد السكان قبل أن يتم هجر الجزيرة في أعقاب حرب الخليج الثانية ، وقد انتقل السكان إلى هذا المكان في منتصف القرن الثامن عشر وذلك، وذلك بعدانتشار الطاعون فب جميع أنحاء الجزيرة في سنة 1773 .
ومن الأسباب التي جعلت أهل الجزيرة يفضلون هذا المكان، موقعه المميز وساحله الرملي الخالي من الصخور البحرية، ومياهه الصالحة لصيد السمك وبالإضافة إلى كونه مرسى طبيعي محمي من الرياح والأمواج، ومواجهة هذا المكان لمدينة الكويت الناشئة ، ووجد عدد من آبار المياه العذبة ذات العمق القليل.
سكان الجزيرة
سكان جزيرة فيلكا القدماء كانوا خليطا من العرب وقد ظلت الجزيرة تستقبل الهجرات حتى مطلع الخمسينيات من القرن العشرين وقد كانت الهجرات تأتي من بر فارس ومن نجد وسواحل الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعُمان والعراق .
كان أول تعداد رسمي لسكان الجزيرة في عام 1957 ولم يزد عدد سكان الجزيرة كثيرا حتى خروج السكان منها في عام 1990 وقد كان سبب ذلك رغبة السكان في العمل في مدينة الكويت مما أدى إلى عدم زيادة سكان الجزيرة، ومن الأسباب الأخرى شراء الحكومة لبيوت بعض السكان بين عامي 1957 و 1967 .
بلغ عدد سكان الجزيرة عام 1957 حوالي 2442 شخصاً ، وكان آخر تعداد رسمي للسكان قد تم في عام 1985 وقد بلغ عددهم آنذاك 5832 شخصا، وقد هُجّر السكان في 8 ديمسبر 1990 في أثناء الغزو العراقي للكويت .
مواصلات وإعلام
يوجد في الجزيرة محطة لإرسال التلفاز أنشئت في عام 1974 ، تبلغ قوتها 20 كليو واط صورة وأربعة كيلو واط صوت، وهي تصل لمعظم دول الخليج.
في عام 1964 تم تم تصوير فيلم سينمائي كويتي اسمه “العاصفة”
في جزيرة فيلكا، كان يتحدث عن بداية دخول المادة وطفرة النفط ونسيان الماضي الجميل وهجر بعض العادات القديمة.
معالم الجزيرة
يوجد في الجزيرة العديد من الأماكن التي كان يزورها العديد من السياح في الماضي قبل حرب الخليج الثانية .
مزار الخضر.
موقع القرنية، حيث يوجد حوض لبناء سفن الدو.
منطقة سعد وسعيد. مشاريع سياحية
في 14 مايو 2000 قال محافظ العاصمة آنذاك (داود مساعد الصالح) بأنهم ينتظرون الضوء الأخضر للبدء في مشروع تطوير جزيرة فيلكا، وقال أنه سيتم بناء فنادق وسوق حرة ونوادي لممارسة الرياضات البحرية.
في 24 ديمسبر 2000 تم اقتراح جعل فيلكا منطقة سكنية وترفيهية وتجارية، أما عن كيفية التنقل من وإلى الجزيرة، فهناك عدة اقتراحات منها إنشاء ميناء بحري فيها أو مد جسر يربطها مع الكويت، وفي 14 مارس 2001 أقرت اللجنة الفنية في المجلس البلدي تطوير الجزيرة، وقد أقرت اللجنة إنشاء منطقة سياحية ومنطقة سكنية ومنطقة للخدمات الحكومية فيها، وفي 27 مارس 2001 أعلن المجلس البلدي عن موافقته تسليم قصر الغانم وديوانية مبارك الصباح والمتحف القديم الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باعتبارهم من معالم الكويت القديمة.
يوجد في الجزيرة في الوقت الحالي منتجع تراثي مبني على الطراز الكويتي القديم ويحتوي على فلل منفصلة بنظام البيوت العربية وفندق إيكاروس المطل على البحر وموتيل مطل على بحيرة صناعية ومتحف للشيخ عبد الله السالم والتراث الكويتي الذي يحتوي على عدة مقاهي تراثية وأخرى حديثة، ومصنع لصناعة الحلوى الكويتية ومصنع للمخللات الكويتية وإسطبل لتأجير الخيول وخدمةالسيارات والدراجات النارية .
إن الآثار التي تحتضنها جزيرةفيلكا، تشهد على أهمية هذا الموقع وتساهم في توثيق وكتابة مسيرة الإنسان في إقليم الخليج العربي، وجذورها ضاربة في عمق التاريخ منذ الألف الثاني قبل الميلاد وحتى الفترات الإسلامية المختلفة.
وأنه تم اكتشاف جدران مبنية من الصخور متوازية ومتقاطعة مع بعضها البعض لغرف تحتوي أغلبهاعلى جرار للتخزين مصنوعة من الفخار الأحمر المؤرخ بالألف الثاني قبل الميلاد على مستويات مختلفة.
وأهم ما عثر عليه في هذا الموقع وللمرة الأولى في تاريخ التنقيب الأثري بالجزيرة كان قبر إنسان دفن بطريقة القرفصاء، وهو ما مكن الباحثين من تأريخه بالعصر البرونزي وأكثر تحديدا بالعصرالكاشي والذي حددت فترته من 1450 إلى 1600 قبل الميلاد، وساعد على تحديد التاريخ العثور على كأس من الفخار الأديمي اللون بالقرب من جمجمة الهيكل وهو مشابه لما عثرعليه في موقع المدينة الدلمونية بالجزيرة .
ومما نذكره هنا عن حصيلة أعمال التنقيب فقد بلغت 52 ختما دلمونيا نسبة إلى مملكة دلمون التي كانت مملكة البحرين الآن مركزا لها ،وجميعها دائرية عدا ختم اسطواني ويعتبر هذا النوع من الأختام من السمات المميزة لهذه المملكة، وصنعت غالبية الأختام من الحجر الصابوني، وامتازت بظهر مقبب وثلاثة خطوط متوازية وأربع دوائر، أما وجه الختم فأغلبها عليها نقوش لغزلان وأشكال إنسانية والشمس والقمر والنجمة إضافة إلى شجرة النخلة، أما الختم الاسطواني فقد نقشت عليه كتابة مسمارية وأشكال إنسانية ما ساعد على تأريخه بالفترة البابلية.
وأن بعثات التنقيب قد عثرت في موقع جزيرة فيلكا على أدوات مصنوعة من النحاس أوالبرونز كالإبر ورؤوس الرماح وأزاميل وصنانير صيد السمك، إضافة إلى بعض الخرزواللؤلؤ وقطع من البتيومين أو القار دُمغ على بعضها بأختام.
إننا وعلى أرض جزيرة فيلكا التى هى أحدى دعائم ماضينا التليدة واستمرار لحاضرنا المجيد نستنشق تاريخ وقدم الحضارة والتراث الإنساني الذي يمتد على ثراها وحبات رمالها ..
والحمد لله الذي حبا كويتنا مُنذ القدم بأدلة وشواهد أصالتها وعظيم امتدادها في رحلة الإنسان والإنسانية عبر عصور وحقب التاريخ المختلفة .
حفظ الله كويتنا على طول المدى
جيد وممتاز شكرا على هذه الاخبار السارة واتشرف بزيارة موقعكم
شكرا للكويت
شكرا لكم على جهودكم
وفقكم الله…
وشكرا لصاحب المقال