كلمات تسرُّ المهموم و الحزين و المكتئب و تفرج همه بإذن الله

إذا أصاب المسلم مكروه فالأولى له أن يصبر فالصبر هو أفضل الحلول من بين جميع الخيارات المتاحة فلا البكاء يفيد و لا النواح يجدي و لا الشكوى و التذمر تغير الحال و لكن الصبر يغير الحال ، الصبر الجميل هو مفتاح الفرج و لكن ليس أي صبر فلا تشكي و تبكي و تندب ثم تقول في النهاية أني صابر و لكن لم يأتي الفرج فالصبر يجب ان يكون حقيقياً .
والصبر الحقيقي يكمن أولا في تصبير الروح و الرضا بما كتبه و قسمه الله عز و جل و عدم السخط على القدر و الابتعاد عن الشكوى و البكاء و النواح و أي مظهر من مظاهر عدم الرضا بالقدر . وثانياً و هو الأهم احتساب الأجر ، فعلى المؤمن أن يدرك تماماً أن كل ما يصيبه في هذه الدنيا من سوء أو حزن أو هم إنما هي امتحانات من الله فان رضي و حمد و شكر كانت تكفيراً لذنوبه و رفعاً من درجته ففي الجنة ، أما إن تذمر و اشتكى كانت نقمة عليه نقمة حقيقية لأنه بذلك يكون خرج من النقمة المؤقتة الآنية الزائلة إلى النقمة الدائمة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ما من مسلم ، يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة ، و حط بها خطيئة “.
قال الله تعالى ” فإن من العسر يسراً * إن مع العسر يسراً ” صدق الله العظيم ، هذا وعد من الله عز و جل فهل لك أن تحزن بعد هذا الوعد الصريح ؟ .
أخي المسلم سارع بتغيير ما في نفسك ليتغير حالك .
النفس البشرية لا تحب التغيير فهي تشعر بالأمان حيثما كانت و حيثما اعتادت و تشعر بالخوف من المجهول ، فالطفل يبكي لا يريد الخروج من رحم امه و الأنسان يدفع كل ماله كي لا يموت خوفا من الحياة الأخرى .
عليك أن تقود نفسك للتغيير ، التغيير الذي سيقودك للسعادة الدنيوية و السعادة الأبدية .
اصبر على ما ابتلاك الله به وافرح له و افرح أولا لأن الله خلقك مسلماً و احمد ربك ليل نهار على هذه النعمة فهي أسمى و أغلى نعمة من نعم الله علينا و افرح لأن الله ابتلاك و أصابك بمصيبة . نعم افرح ، فلولا حب الله لك لما ابتلاك و تركك في سعادة الدنيا لتنسى الآخرة و زادك من خير الدنيا و أنت على معصية ، هذه هي المصيبة الحقيقية ( اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ) ، نعم افرح فقد اختارك لك الله المصيبة لتفتح عيونك لحال هذه الدنيا و لتتفكر في حال الحياة و لتدرك أن ما عند الله أغلى و أعزُّ و أكثر قيمة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ما سقى منها كافراً شربة ماء .
ماذا بعد أن صبرت و رضيت بقضاء الله و قدره ؟
سأقول لك باختصار ابحث عن مفاتيح الفرج .
مفاتيح الفرج كثيرة و هذا من رحمة الله بنا و من كرمه علينا و سأذكر لك باختصار بعض مفاتيح الفرج في المقال القادر بإذن الله .

IMG_0035-0.JPG

2 تعليق

اترك رد