يقول الكثير من علماء الغرب بأن حياة الإنسان على كوكب الأرض تعد بالملايين ؟
هذا الكلام غير صحيح مطلقا ونهائيا بل ولا يستوعبه إلا من كان ساذجا أو مغفلا … بل لم يثبت بالدليل القاطع والجازم مثل ما يقولون … ولو كان صحيحا فهذا يعني أن عمر البشرية مساوي لعمر وعدد ملائكة الرحمن سبحانه … وبالتالي هذا يعتبر شطحا وهرجا لا يخوض فيه إلا من كان غير مؤمن بمن خلق ودبّر بقدرته الذي قدر فيها على كل شيء سبحانه ؟
يقول ابن خلدون عن الذي ارتضاه الطبري : منذ آدم عليه السلام حوالي (5.500) سنة أي أقل من ستة ألاف سنة قبل الميلاد فتكون بعثت النبيّ صلّى الله عليه وسلم منتصف الألفية السادسة والله أعلم .
فنقل عن ابن خلدون في تاريخه (ج2/ص211) في ختام كلامه عن الطبقة الرابعة من ملوك دولة الفرس ونهاية الأكاسرة وقبل الكلام عن دولة اليونان والروم فقال : فجميع سنيّ العالم من آدم إلى الهجرة على ما يزعمه اليهود (4.642) أربعة ألاف سنة وستمائة واثنان وأربعون سنة … وعلى ما يَدعيه النصارى في توراة اليونانيين (5.992) ستة آلاف سنة غير ثمان سنين … وعلى ما يقوله الفرس إلى مَقتَل يَـزْدجـرد (4.180) أربعة آلاف ومائة وثمانون سنة ؟
وأما عند أهل الإسلام فبين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة = 1.000عام … وبين نوح وإبراهيم كذلك 1.000عام … وبين إبراهيم وموسى كذلك 1.000 عام … ونقله الطبريّ عن ابن عباس وعن محمد بن عـَـمْـرو بن واقِـد الإسلاميّ عن جماعة من أهل العلم فقال : أن الفترة بين عيسى – عليه السلام – وبين محمد صلّى الله عليه وسلم – هي 600عام … ورواه عن سلمان الفارسي وكعب الأحبار والله أعلم بالحق ؟
تكاثر البشر قد مر بعدة مراحل رئيسة : خلق أبينا آدم عليه السلام من تراب ثم خلق أمنا حواء من ضلع آدم فصارت زوجته ثم صار لهما أبناء وبنات وحتى يستمر التكاثر أباح الله لهذا الجيل الأول الزواج بالأخوات … لكن الذكر لا يتزوج أخته التوأم وإنما يأخذ أختا من باقي البطون … وبعد انتشار البشر صار التكاثر عن طريق الزواج المتعارف عليه بين الشعوب ؟
ولا يغيب عن بالكم قصة سيدنا نوح – عليه السلام – عندما أغرق الله سبحانه الخلق ونجا سيدنا نوح ومن معه من كل شيء زوجين … هنا لا يعرف كم كان عدد الخلق آنذاك … لكنه حتما لم يكن بالمليارات وإلا لكان هناك رسل وأنبياء رحمة من الله سبحانه بهم قبل هلاكهم … بمعنى لا يهلك الله سبحانه مليار إنسان ورسوله نوح لم ينجى معه إلا نفرا قليلا بحجم سفينة واحدة لا تحمل أقصاها ألف إنسان إذا ما بالغنا بالعدد ؟
لكن في كل الأحوال كان الخلق في السابق قليلا وليس بمثل أيامنا هذه … كان الخلق لواحد وهو سيدنا وأبونا آدم – عليه السلام – ثم لأمنا حواء ثم لأبنائهم وبناتهم ثم أسرة ثم قرية ثم مدينة ثم كيان شبه دولة ثم خلق وخلق وخلق ثم دول وأمم وأنبياء ورسل وديانات وأحداث خطيرة ومعجزات إلهية وحروب … وصولا إلى يومنا هذا الذي وصلنا اليوم فيه إلى أكثر من 7 مليار نسمة … منتظرين أمر الله سبحانه أن يفعل ما يريد بنا … ليوم ووقت يقل فيه عدد الرجال من كثرة الحروب وتكثر فيه النساء ليكون الرجل والواحد وليا على 40 إمرأة … وقوله – صلى الله عليه وسلم – لا يأتيكم زمن إلا والذي بعده شر منه ؟
المهم فيما سبق أن عدد البشرية أتوقع شخصيا بأن لا يتجاوز الـ15 مليار نسمة منذ أن خلق أبونا آدم – عليه السلام – وإلى أن تقوم الساعة … والله سبحانه وحده أعلم مما أعلم … لأن منطقيا الخلق بدأ فردا ثم زوجا ثم وثم وثم ولم يبدأ بخلق 100 ألف حتى نتوقع تضخم العدد … والبعض ذهب إلى أن الخلق منذ نشأته وإلى اليوم تجاوز الـ83 مليار نسمة … وهذا ضربا من الخيال ولا يمت للواقع والمنطق وحسابات الزمن بصعوبته ومشقته القاسية آنذاك ؟
الخلاصة
أي قوة ومقدرة هذه التي بيد الخالق عز وجل التي بموجبها يحاسب كل مخلوقاته وحتى الحيوانات لن تسلم من الحساب :
يحشر الله يوم القيامة جميع الدواب والبهائم والوحوش والطيور ثم يقتص الله لبعضها من بعض فيقتص للشاة الجماء من القرناء التي نطحتها … فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها كوني تراباً فتكون .
قال الله تعالى : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( 38 )} [ الأنعام : 38] … ومن ثم يبدأ حساب الإنسان لحظة بلحظة ويوم بيوم وبكل صغيرة وكبيرة ؟
فأي قدرة هذه وأي إعجاز هذا وأي رحمة هذه التي يرحمنا الخالق عز وجل بها وقتها لمن يشاء سبحانه ؟؟؟ !!! ؟؟؟
اعلم يا بن آدم أن ما من معصية تقوم بها إلا بنعمة من ربك فاستحي قليلا ؟
اشكروه واحمدوه وسبحوه سبحانه وتفائلوا بعفوه ورضاه فإنه يحبكم ويخاف عليكم أكثر من أمهاتكم أنفسهم
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله خير الأسماء بسم الله الذي لا يضر من اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم بسم الله الكافي بسم الله المعافي بسم الله على نفسي وديني بسم الله على أهلي ومالي بسم الله على كل شيء أعطانياه ربي الله أكبر الله أكبر الله أكبر أعوذ بالله مما أخاف وأحذر الله ربي لا أشرك به شيئا عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك ولا إلاه غيرك اللهم إني أعوذ بك من شر كل جبار عنيد ومن شر كل شيطان مريد ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم .