اهلا و سهلا بكم معنا عبر موقعكم المتميز kwt32.com  سنعرض لكم اليوم موضوع بعنوان كنت أكذب

كنت أكذب

 

 

كمعظم من نشأوا في مجتمعنا، تعلمت الكذب منذ صغري لأني لم أكن أفهم الفرق بينه وبين الصدق، لكني

تعرفت عليه أكثر كلما كبرت، ومع ذلك لم أتساءل لم نكذب؟ لم أكن أظن إن كلمة (بابا غير موجود) هي كذبة

يطلب مني الوالد قولها لصديق له يطرق الباب ولا يريد مقابلته، ولم أعرف إنه كان علي إخبار والدتي عندما

أكسر شيئا في البيت عوضا عن التهرب من قول الحقيقة أو إلقاء التهمة على أحد إخوتي. ولم أفهم لم كنت

أتواطأ و ألتزم الصمت عندما أصغي لأمي وهي تتحدث مع جارة أو قريبة عن أشياء لم تحدث أو حدث عكسها

لتعتذر عن موقف ما، لم أكن أظن إن كل هذا كذبا وإن كان (أبيضا) كما يسمونه. في سن مبكرة جدا، على

ماأتذكر، كنت في الرابعة عشر من عمري عندما تعرضت لموقف محرج مع إحدى صديقاتي، حيث كذبت عليها

بشأن أمر ما وصدقتني. وفي يوم ما، بعد شهرين تقريبا، إنكشف أمري أمامها بالصدفة إثناء مرافقة صديقة

ثالثة لنا كانت تعرف الحقيقة وتحدثت عن الموضوع دون قصد. مازلت رغم مرور كل تلك السنوات أتذكر نظرة

الصديقة التي كذبت عليها وملامح وجهها وهي تسأل: لماذا؟ لحظتها وددت لو إنشقت الأرض لتبتلعني فقد

يكون أرحم من خسارتي لهذه الصديقة التي أحبها وأحترم رجاحة عقلها خصوصا وإنها كانت تكبرني بسنتين

وتكن لي الكثير من الاحترام. لم تكن تلك مجرد حادثة عابرة بل درسا لم أنساه أبدا تعلمت منه إن الكذب عار

وضعف وجبن وإن الصدق هو من يجعلني أرفع رأسي بين الناس دون خوف أو خجل، بالرغم من إن الصدق

يحتاج الى شجاعة كبيرة قد لاتكون ضرورية في الكذب. فإمتهان الكذب قد يجعلنا نربح الكثير من الناس

والاشياء وربما حتى الحب، فحلاوة اللسان تسحر معظم البشر، فقليل منهم يهتم بحلاوة القلب ونقاءه، لكن

عظمة الصدق، وإن تضطرنا أحيانا لخسارة الكثير إلا إن فيها من الكبرياء والنقاء مايجعلنا نعشق أنفسنا

ونحترمها، لن أكذب ليس خوفا أو شعارا بل كي لاأضطر أن أطأطأ رأسي خجلا أمام إنسان.. أي إنسان…

اترك رد