اهلا و مرحبا بكم زائرينا الاعزاء عبر موقعكم المميز kwt32.com سنتحدث اليوم عن موضوع بعنوان كيف نكون سعداء..

 

كيف نكون سعداء؟! .

من المفارقات العجيبه أن علم النفس يعتبر أن الشعور بالسعاده والشعور بالحزن مجرد توترين غير طبيعيين ولهذا فإن العنايه الإلهيه جعلت من التمتع بالشعور العادي ، أي شعور اللاحزن واللافرح ، هو الوضع الطبيعي للجهاز العصبي ، فالحزن بدموعه وأهاته وغصصه مرهق للنفس والسعاده بابتسامتها وضحكاتها وانفعالاتها مرهقه للنفس أيضاً رغم فوائدها الجمه في تنشيط الجهاز العصبي ولذلك فإن راحه الجهاز العصبي تستدعي التخلص من مشاعر الحزن والفرح الطارئه والعنيفه والعوده إلى المشاعر العاديه المفعمه بالاسترخاء والهدوء وربما اللامبالاه!

ولو جنحنا إلى الواقع وقمنا بجمع عشره أشخاص تبدو على ملامحهم سمات السعاده الغامره ثم سألناهم عن سر سعادتهم فسوف نكتشف العجب العجاب ، إذ تتعدد الأسباب والسعاده واحده ، فهناك من يجدون السعاده في الحصول على المال أو الحب أو الإيمان بالله أو التمتع بالصحه الجيده أو التسامح مع النفس أو التصالح مع الآخرين أو الإحساس بالفوز برضا الوالدين أو الرضا المهني ولكن هناك من يجدون السعاده في إيذاء الآخرين أو حرمانهم من سعادتهم أو تخريب انجازاتهم أو سرقه مجهوداتهم، ولهذا فإن مفهوم السعاده هو مفهوم نسبي إلى أبعد الحدود ويتعذر إحياناً القبض على الشعور السعيد والاحتفاظ به لفتره معقوله إذ يستحيل تجميع كل عوامل أو مصادر السعاده في ذات اللحظه فالإنسان لا يُمكنه عملياً جمع كل المزايا وإبعاد كافه المنغصات في ذات الوقت ولكن هذا لا ينفي أبداً وجود السعاده بمقادير قليله سريعه التبدل والتحول لحكمه يعلمها الذي خلقها!

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يتمكن الإنسان العادي الهائم في صحراء الهموم اليوميه من الحصول على جرعات معقوله من السعاده من وقت لآخر؟!

من المؤكد أن معظم البشر يكافحون يومياً وبكافه الأشكال من أجل الحصول على السعاده باعتبارها أثمن وأندر المشاعر المرغوب فيها ، والملاحظ أن معظم البشر يجنحون إلى السلبيه فهم يكتفون بالبحث عن السعاده بأسلوب تطفلي فهم يلفون ويدورون من أجل العثور عليها هنا أو هناك ومن ثم يستمتعون بها إذا وجدوها أو يندبون حظهم العاثر إذا لم يجدونها ، أما الأسلوب الأمثل للحصول على السعاده فهو أن يقوم الإنسان بصنع السعاده بنفسه وإمتاع الآخرين بها ثم التمتع بها تبعاً لذلك، وهذا الطريق الذي يبدو شاقاً هو في واقع الأمر أهون الطرق ولا يكلف شيئاً أحياناً سوى بعض الكلمات الطيبه أو الابتسامات البشوشه، ومن الغريب حقاً أن التجربه الواقعيه اليوميه تثبت أن التأمل الكئيب والتفكير في السلبيات وتجاهل مشاعر الآخرين يصيب الإنسان بالحزن وينقل عدوى الحزن إلى الآخرين أما التأمل البهيج والتفكير في الايجابيات ومراعاه مشاعر الآخرين فيؤدي حتماً إلى خلق أجواء مفرحه تتولد خلالها اللحظات النادره السعيده، فهلا توقفنا عن البحث العشوائي عن السعاده وقمنا بتصنيعها ذاتياً ومن ثم تصديرها للآخرين واقتسامها معهم لأن السعاده هي الشيء الوحيد الذي يزيد كلما تقاسمه الآخرون؟!

اترك رد