معنى لا اله الا الله شروطها و نقائضها

6

 

لا اله الا الله

جملة من اكثر الجمل على ألسنتنا لكن هل نعمل بها ؟؟؟

اليكم في هذا المقال معنى لا اله الا الله شروطها و نقائضها

أولا: معنى وحقيقة الشهادة:

حقيقة الشهادة: إنَّ شهادة أن لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة أو مجرد عبارات، لكن حقائق هذه الكلمة التي بعث الله تبارك وتعالى بها أنبياءه جميعًا. وحقيقة الإسلام هو معنى ‘لا إله إلا الله’، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، قال تعالى:(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة:256. والعروة الوثقى هي:شهادة أن لا إله إلا الله فلا تقبل الصلاة من غير لا إله إلا الله، كما قال الله تعالى:(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورً( الفرقان:23 فلا يقبل الله العمل أبدًا، بل هو كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف؛ لأنه ليس مبنيًا على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وعلى توحيد الله تبارك وتعالى. وقال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:25 (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ(النحل:36.

معنى الشهادة: فقال العلماء إنه لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين، الأول:نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه، والثاني:إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه .

وليس المراد بقولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد بقولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها، وبغض ما خالفها ومعاداته، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(من قال لا إله إلاّ الله مخلصا)، وفي رواية(خالصا من قلبه)، وفي رواية(صادقا من قلبه،) وفي حديث آخر:(من قال لا إله إلاّ الله وكفر بما يُعبد من دون الله)، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة، فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات نفي الإلهية عمّا سوى الله تعالى من المخلوقات، حتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجبرائيل فضلا عن غيرهم من الأولياء والصالحين.

ثانيا:إعرابها:

لا إله: نفي. و’إلا الله’:إثبات. والإله، معناه: المعبود. ولا:نافية للجنس من أخوات إن تنصب الاسم وترفع الخبر. واسمها:إله. والخبر محذوف تقديره حق. والإله، معناه المعبود. و’لا إله إلا الله ‘، معناها:لا معبود حق إلا الله.

فالتوحيد لا بدَّ فيه من النفي والإثبات؛ لأنَّك إذا لم تأتِ بالنفي، وقلت: المعبود الله، فلا يكفي في أن الله تعالى معبود وغيره معبود، فلم يحصل التوحيد، لكن إذا قلت:لا إله إلا الله، فالمعنى لا معبود حق إلا الله، فقد حصل نفي وإثبات.

أما النفي: فقد نفيت جميع أنواع العبادة عن غير الله.

وأما الإثبات: فقد أثبتّ جميع أنواع العبادة لله، وبعض الناس يفسِّر الإله بأنه الخالق؛ إذ أن بعض أهل الكلام وبعض الأشاعرة يقولون: معنى ‘لا إله إلا الله’: لا خالق إلا الله، وهذا غلط؛ إذ لو كان المعنى لا خالق إلا الله لم يكن هناك خلاف ولا عداوة ولا قتال بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فإنهم يقولون لا خالق إلا الله!!.

ثالثا:فضلها:

هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون.وفضائل لا إله إلا الله عظيمة كثيرة ، فمن ذلك أنها أول ما يطالب به العبد ليدخل في الدين الذي لا يقبل الله تعالى سواه ففي قصة بعث معاذ إلى اليمن:(فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله). ومن فضائلها:أن بها يعصم دم العبد وماله قال النبي صلى الله عليه وسلم:(من قال:لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل) رواه مسلم. ومن فضائل لا إله إلا الله أنها تحرم على النار من قالها صادقاً مخلصاً ففي الصحيحين من حديث عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).

– ومن فضائلها أن بها يدخل العبد الجنة دار السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة) رواه مسلم. ومن فضائلها أنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة  فعن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من كان آخر كلامه من  الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه أبو داود بسند صحيح .

– ومن فضائل هذه الكلمة المباركة أنها أفضل ما نطق به العبد ففي الترمذي بسند صحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله و حده لا شريك له) ومن فضائل هذه الكلمة الطيبة أن من قالها بإخلاص حصلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أحق الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصة من قلبه).

– ومن فضائل لا إله إلا الله أنه لا يعدلها شيء في الميزان فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته:آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مهملة قصمتهن لا إله إلا الله) رواه أحمد بسند جيد ورواه البخاري في ‘الأدب المفرد’ وصححه الشيخ الألباني.

– ومن فضائل لا إله إلا الله أنها إذا رسخت في قلب العبد بددت ضباب الذنوب وغيومها فعن عبد الله بن عمر مرفوعاً:(يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر ثم يقال : أتنكر من هذا شيئاً؟  فيقول:لا يارب. فيقال:ألك عذر أو حسنة ؟ فيقول:لا. فيقال:بلى إن لك عندنا اليوم حسنة وإنه لا ظلم عليك فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فيقول:يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال:إنك لا تظلم فتوضع في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة)رواه أحمد والترمذي وغيرهما، بإسناد صالح .

– من فضائل لا إله إلا الله الكبار أنها تثمر العمل الصالح فجميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة إنما هي ثمرة هذه الكلمة المباركة قال الله تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون) فشبه سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة فمن رسخت هذه الكلمة الطيبة في قلبه إيماناً وتصديقاً انقادت جوارحه لأمر الله تعالى عملاً وتطبيقاً فلا إله إلا الله ما أعظم هذه الكلمة وأكثر فضائلها.

شروط ومقتضيات لا إله إلا الله

قد يصاب بعض الناس بالغفلة عن حقيقة التوحيد وشرط النجاة، ويغتر بكلمة يديرها على لسانه، دون أن يفقه معناها، يظنها مفتاحًا للجنة ، بمجرد نطقها باللسان، غافلاً عن شروطها التي ينبغي أن تتحقق، ومقتضياتها التي ينبغي أن يعمل بها، لتكون مفتاحًا صالحًا لفتح أبواب الجنة الثمانية.

وشهادة التوحيد هذه، سبب لدخول الجنة، والنجاة من النار، ومقتضى لذلك، ولكن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه ، أو لوجود مانع من الموانع، وهذا قول الحسن البصري ووهب بن منبه، رحمهما الله. وقيل للحسن البصري رحمه الله؛ إن أناسًا يقولون: من قال:لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال:من قال لا إله إلا الله ، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة. وقال للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، منذ سبعين سنة، فقال الحسن: نعم العدة، لكن لـ’لا إله إلا الله’ شروطاً، فإياك وقذف المحصنة!

وقيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفـتاح له أسـنـان فـتح لك، وإلا لم يفـتح لك.

أولا: شروط لا إله إلا الله:

لا إله إلا الله مفتاح الجنة، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان،فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك. قال ابن القيم رحمه الله في قصيدته النونية مشيرًا إلى أسنان هذا المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة ، وهي العمل بشرائع الإسلام، وتحقيق تلك الشروط السابقة، فقال:

وفتحُ الباب ليس بممكن      إلا بمفـتاح عـلى أسـنـان

مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو     حيد  تلك شـهادة الإيمان

أسنانه الأعمال، وهي شرائع الـ     إسلام والمفـتاح بالأسنان

لا تلغين هذا المـثال فـكم به       من حل إشكال لذي العرفان

وأسنان هذا المفتاح هي شروط لا إله إلا الله وهي:-

1- العلم بمعناها :وهو نفي المعبود بحق عن غير الله ،وإثباته لله وحده. قال الله تعالى:(فَاعْلَم ْأَنّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلا اللّهُ) أي لا معبود في السموات والأرض بحق إلا الله. وقال:(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ)آل عمران/18] وقال:(إلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ) الزخرف:86. وقال صلى الله عليه وسلم:(من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم.

2- اليقين المنافي للشك:وذلك بأن يكون القلب مستيقناً بها بلا شك. قال تعالى:(إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ لَمْ يَرْتَابُواْ). وقال صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسولا لله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك ،فيحجب عن الجنة) رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال:’يا أبا هريرة اذهب بنعلي هاتين وأعطاه نعليه فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنًا بها قلبه ، فبشره بالجنة’. والمنافقون هم الذين ارتابت قلوبهم، قال الله تعالى:(إنَّمَا يَسْتَئْذِنُكَ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ)التوبة:45. وقال الله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)البقرة:8.

3 – القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه: قال تعالى حكاية عن المشركين:(إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـَهَ إلا الله يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتَارِكُوَ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مّجْنُونٍ). أي يستكبرون أن يقولوها كما يقولها المؤمنون. وقال صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحق الإسلام وحسابه على الله عز وجل) متفق عليه.

4- الانقياد والاستسلام لما دلت عليه: بمعنى أن يكون العبد عاملا بما أمره الله به ، منتهيا عما نهاه الله عنه، وهذا الانقياد والخضوع هو المحك الحقيقي للإيمان وهو المظهر العملي له. ويتحقق هذا ويحصل بالعمل بما شرعه الله تعالى، وبترك ما نهى عنه، وذلك هو الإسلام حقيقة، إذ هو:أن يسلم العبد ويستسلم بقلبه وجوارحه لله تعالى، وينقاد له بالتوحيد والطاعة، قال الله تعالى:(وَأَنِـيبُوَاْ إِلَىَ رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ)،وكما قال سبحانه:(ومَن يُسْلِمْ وجْهَهُ إلَى اللَّهِ وهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى) [لقمان:22. قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:’العروة الوثقى:هي لا إله إلا الله’.

وأقسم سبحانه وتعالى بنفسه أنه لا يؤمن المرء حتى ينقاد لحكم الله وحكم رسوله:(فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء:65، وحتى ميول الإنسان وما يهواه، ينبغي أن يكون من وراء ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتابعًا له:«لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به’، وهذا هو تمام الانقياد وغايته.

5-الصدق المنافي للكذب :وهو أن يقولها صدقاً من قلبه. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاأَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) البقرة:8-9. قال الله تعالى:(آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا ،وليعلمن الكاذبين). وقال صلى الله عليه وسلم:(ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار) متفق عليه. فاشترط الصدق من القلب، كما اشترطه في قوله لضمام بن ثعلبة:’إن صدق ليدخلن الجنة’.

6 – الإخلاص : وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك. قال الله تعالى:(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين). وقال صلى الله عليه وسلم:(أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه،أو نفسه) رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم:(إن الله حرم على النار من قال:لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل)رواه مسلم. واستمع إلى قول الله تبارك وتعالى في المنافقين:(يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا)، وفي نفس الآيات يقول:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا) (النساء:145)، ويقول عنهم:(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ)المنافقون:1. هذه شهادة باللسان:(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)، أي كاذبون في قولهم :’نشهد إنك لرسول الله’ فهم يذكرون الله ويشهدون بالرسالة لرسوله لكن قلوبهم خالية مما تنطق به ألسنتهم.

7- المحبة لهذه الكلمة الطيبة ولما اقتضت ودلت عليه، ومحبة أهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبغض ما ناقض ذلك. قال الله تعالى:(وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمنوا أشد حُبّاً للّهِ). وقال صلى الله عليه وسلم:(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه من ما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف في النار) متفق عليه.

8 – أن يكفر بالطواغيت: وهي المعبودات من دون الله ، ويؤمن بالله رباً ومعبوداً بحق قال الله تعالى:(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). قال صلى الله عليه وسلم:(ومن قال لا إله إلا الله ، وكفر بما عبد من دون الله حرم ماله ودمه) رواه مسلم

ثانيا: مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله:

لهذه الشهادة العظيمة لوازم وحقوق ومقتضيات من أهمها :-

أولاً:البراءة من الشرك الأكبر وصوره:  كما تبرأ إبراهيم الخليل عليه السلام من الآلهة الباطلة التي يعبدها قومه من دون الله. قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) الزخرف:26-27.

والشرك الأكبر: اتخاذ شريك لله تعالى فيما هو من خصائص الإلهية، وهو أعظم الذنوب على الإطلاق، ولا يغفر الله لمن وافاه يوم القيامة مشركاً. قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) النساء:48. ومن صوره :اعتقاد شريك لله تعالى في الخلق أو الرزق أو الإحياء أو الإماتة أو جلب النفع أو دفع الضر أو إجابة الدعاء أو علم الغيب. ومن صوره كذلك عبادة وثن أو صنم بسجود له، أو تعظيم، أو دعاء، أو ذبح أو محبة أو خوف، أو رجاء ونحو ذلك مما لا يجوز التعبد به إلا لله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى عن وصية لقمان لابنه(يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان:13. وسئل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟قَالَ:أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ..الحديث ومما هو من جنس الشرك ما يفعله بعض الجهلة من قصد المقابر للاستغاثة بالمقبورين، وطلب الحوائج منهم، ورجاء كشف النوائب وحصول المنافع ، ودفع الضرر من جهتهم، وغير ذلك مما لا يصح طلبه إلا من الله تعالى، وما يحصل عند تلك الأضرحة من ذبح أو نذر وما أشبه ذلك من الأعمال الشركية المصحوبة بأعمال أخرى سيئة كان لها أثر كبير في تشويه صورة الإسلام والصد عنه. قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الأعراف:194. وقال سبحانه(وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) فاطر:13-14. وقال سبحانه آمراً نبيه:(قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف:188.وقال له أيضاً : (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا )الجن:21. وروى الإمام مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:(اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ). وذكرت أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة يقال لها مارية، فذكرت له ما رأت فيها من الصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ). وقالت عائشة وعبد الله بن عباس: لما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة قال:(لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. ومن صور الشرك الحديثة ما يجري داخل البرلمانات من حكم وتشريع بغير ما أنزل الله بتحكيم القوانين الوضعية أو آراء النواب المخالفة لحكم الشرع. قال تعالى(أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى:21.

وقال سبحانه:(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة:44. ومنه أيضاً الانتماء للأحزاب المعادية للإسلام، أو موالاتها على المبادئ المناقضة للدين مثل دعواها أن من حقها أن تحل ما حرم الله، أو تحرم ما أحل الله وتشرع ذلك للأمة ، ومنه أيضاً تعظيم النظريات الفكرية المخالفة لشرع الله. فمن أعظم مقتضيات لا إله إلا الله البراءة من الشرك بجميع صوره القديمة والحديثة.

ثانياً : محبة الله تعالى وطاعته : وذلك لأن العبودية تقتضي غاية الخضوع مع غاية المحبة.

قال تعالى(وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه):البقرة:165. قال ابن القيم عن محبة الله تعالى: إنها حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله. قال : لأن الإله هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً وقد جاء في صفة صادقي الإيمان أنهم يحبون الله ويحبهم هو سبحانه وتعالى. قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة:54. ومن تمام هذه المحبة، محبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئاً مما يكرهه الله، أو كره شيئاً مما يحبه لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله.

قال الحسن رحمه الله:اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته. وقال يحيى بن معاذ : ليس بصادق من أدعى محبة الله ولم يحفظ حدوده. قال الله تعالى:(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران:31.

ثالثاً :عبادة الله وحده لا شريك له:وهي أعظم لوازم ومقتضيات هذه الشهادة قال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)الأنبياء:25. وقال سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) الإسراء:23.

والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والاعتقادات فعلاً أو تركاً رابعاً: محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته: محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه المبلغ عن الله بما يحبه وما يكرهه سبحانه، ولذا قرن الله تعالى محبته بمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:(قُلْ إِنْ كَانَ ءَابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة:24. كما قرن طاعته بطاعة رسوله في كثير من المواضع، كقوله تعالى:(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران:32 وقوله:(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)النور:52. وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الْإِيمَانِ:أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ).

خامساً:التسليم المطلق لكل ما جاء من عند الله تعالى في كتابه أو صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)النساء:65. وهذا التسليم منطلق من إيمان المسلم بكمال علم خالقه به وبمصالحه، وبكمال فضل الله تعالى عليه ورحمته ولطفه، وباعتراف المسلم بضعفه حيث أنه بشر محدود العلم لا يدرك جميع الغايات والعواقب. قال تعالى:( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة:216. وقال تعالى:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)الأحزاب:36. وقال سبحانه:(فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) الحج:34. قال النووي رحمه الله:ولا بد مع التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة من الإيمان بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لقوله في حديث أبي هريرة المرفوع:حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ.

 سادساً:الاحتراز من الشرك الأصغر وهو الرياء: وهو إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها ليحمدوا صاحبها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ:الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمُ:اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً) قال ابن القيم رحمه الله:أما الشرك الأصغر فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله، وقول الرجل للرجل:ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك، وأنا بالله وبك، ومالي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا، وقد يكون هذا شركا أكبر بحسب حال قائله ومقصده.

سابعاً:القيام بالأعمال الصالحة:قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ). وقال أبو بكر رضي الله عنه:إن الزكاة حق المال، فحق لا إله إلا الله هو القيام بفرائض الدين، ولذا قاتل الصحابة رضوان الله عليهم من منع الزكاة مع إقراره بالشهادة. وقد مرّ بنا أنه لا يكفي التلفظ بالشهادتين مع عدم القيام بالأعمال الصالحة. قال الله تعالى:(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)آل عمران:32.وقال سبحانه( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) العصر:1-3.وقال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)الحج:77. والقرءان ملئ بوصف المؤمنين بأنهم الذين يؤمنون ويعملون الصالحات.قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) الكهف:107.

ثامناً :الولاء والبراء:

فإن الولاء والبراء ركن من أركان عقيدة لا إلى إلا الله، وشرط من شروط الإيمان بها، وقد تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .

ومعنى الولاء :هو محبة الله ونصرة دينه ومحبة أوليائه ونصرتهم .
والبراء :هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .

فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاتهونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى:(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) .

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها:-

أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول:(لا إله) من (لا إله إلا الله) فإنمعناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .

ثانيًا: أنها شرط في الإيمان، كما قال تعالى:(ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون).

ثالثًا: أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله). يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب:(فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).

رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) متفق عليه.

خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم (إنما المؤمنون إخوة).

سادسًا: أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال:(من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك).

سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى:(ومن يتولهم منكم فإنه منهم )

ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها.

يقول الشيخ حمد بن عتيق:(فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيدوتحريم ضده) .وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:(إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يُعادي إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله) .

وبين سبحانه أن من والى الكفار فإنه يكون مثلهم ويلحق بهم فقال سبحانه:(يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة:51. وبين سبحانه أن من والاهم فإنه قد ضل، فقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)الممتحنة:1.وبين سبحانه أن المؤمن الحق لا يوالي الكافر ولو كان قريباً له.(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)المجادلة:22.

 

لا إله إلا الله منهج حياة:

إن معنى العبودية التي هي حقيقة لا إله إلا الله هي الاستسلام والانقياد للخالق سبحانه وتعالى بدون مقاومة أو معارضة. قال تعالى:(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)النساء:65. والله سبحانه وتعالى هو صاحب المشروعية العليا في الخلق والأمر والحكم. قال تعالى:(أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) الأعراف:54. وقال سبحانه:(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف:40. فهو سبحانه المالك الحق لكل شئ، وكل ما في الوجود تحت ملكه وسيطرته وهيمنته سبحانه وتعالى. قال سبحانه:(وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) البقرة:116.وقال سبحانه:(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) مريم:93. فجسدك أيها الإنسان وروحك، وأجساد الناس وأرواحهم وما يملكون ملك لله الواحد القهار. قال سبحانه:(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)آل عمران:26. وأنفس الناس وأموالهم وكل ما هو مسخر لهم إنما هو ودائع لديهم يرثها الله تعالى منهم، حين فنائهم. ولما كان الله سبحانه هو المالك، وجب أن يخضع كل شئ في هذا الكون لأمره ودينه. وواجبك أيها المسلم، أن تخضع حياتك كلها لربك وخالقك، بما في ذلك شؤونك الشخصية والأسرية والمالية والفكرية والعملية، وأن تسعى لتكون كل علاقاتك بمن حولك وكل تصرفاتك فيما تملك خاضعة لأمر خالقك وإلهك رب السموات والأرض. فلا يبقى جزء من تصرفاتك أو حياتك خارجاً عن شريعة الله سبحانه وعن حكمه. قال تعالى:(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام:162-163. ويجب عليك أن تسعى لدعوة مجتمعك في القرية أو المدينة أو الدولة بل والعالم بأكمله لتحقيق العبودية التامة لله سبحانه وتعالى، والخضوع له سبحانه في كل شؤون حياتهم العبادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية والقانونية والحربية والفكرية والثقافية وسائر مجالات الحياة. كما عليك أن تسعى لتسخير ما خلق الله من النبات والحيوان والطاقات وفق أمر الله جل وعلا، وأن تكون علاقتك بالناس وبسائر ما خلق الله تدور في دائرة العبودية لله جل وعلا، وحينئذ تكون قد حققت العبودية التامة لله جلا وعلا التي هي حقيقة لا إله إلا الله.

ما يتناقض مع لا إله إلا الله

هناك اعتقادات وأعمال وأقوال من أتى بشيء منها نقض إيمانه بهذه الشهادة العظيمة وأحبط عمله ، وذلك كالردة عن الدين. قال تعالى:(وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)المائدة:5. ومعنى حبوط عمل الإنسان: بطلانه وخسارة أجره.

وإليك بعض نواقض شهادة أن لا إله إلا الله:

أولاً:نواقض في الاعتقاد:

أ) إنكار الخالق سبحانه وتعالى وجحوده: قال تعالى:(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) الجاثية:24.

ب) اعتقاد شريك لله تعالى في ربوبيته:كأن يعتقد أن غير الله له قدرة على الخلق أو الرزق أو الإحياء أو الإماتة أو علم الغيب أو ملك النفع والضر، أو قضاء الحوائج، وتفريج الكربات، وإجابة الدعوات، ونحو ذلك من الأعمال التي لا يقدر عليها إلا الله. قال تعالى:(أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) الرعد:16.وقال تعالى:(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) الروم:40. وقال تعالى:(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)الزمر:65.

ج) اعتقاد شريك له سبحانه في الألوهية:كأن يعتقد أن غير الله تعالى يستحق العبادة، أو شيئاً منها كالمحبة المقترنة بالخضوع والذل. قال تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)البقرة:165.

د) اعتقاد شريك له سبحانه في أسمائه وصفاته : قال تعالى:(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف:180. عن ابن عباس رضي الله عنه:إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله. وقال ابن جريج عن مجاهد: اشتقوا اللات من الله، والعزى من العزيز. وقال قتادة:يلحدون:يشركون في أسماء.

ثانياً:نواقض في القول:

أ) دعاء غير الله تعالى أو الاستغاثة به لجلب النفع أو دفع الضر. قال تعالى:(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) الأحقاف:5.وقال سبحانه:(وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ)النحل:86. وقال سبحانه( يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ) الحج:12. وقال تعالى:(إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) فاطر:14.

ب) سب الله تعالى أو الاستهزاء به سبحانه أو بصفة من صفاته. قال تعالى:(قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) التوبة:65-66.

ج) إعلان الكفر بالألوهية أو الربوبية أو الأسماء والصفات.

د) الدعوة إلى ما يناقض حقيقة ومقتضيات لا إله إلا الله من الإلحاد والشرك والمبادئ الكفرية والفلسفات العلمانية ونحوها. أو أي قول يناقض حقيقة لا إله إلا الله.

ثالثاً:نواقض في العمل :

-كصرف شيء من العبادات العملية لغير الله تعالى كالسجود للشمس والقمر. قال تعالى:(لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) فصلت:37.

– أو امتهان لكلام الله تعالى(القرآن).

تعليق واحد

اترك رد