اهلا و سهلا بكم زوارنا الكرام زوار موقع الكويت kwt32
أقدم لكم اليوم مقالا جديد بعنوان إنجاز تاريخي يمنح المرأة حقاً أصيلاً في الرعاية السكنية في الكويت
لم يشأ عام 2010 أن يطوي أوراقه ويرحل من دون تقديم هديته إلى المرأة الكويتية، فقبل نهاية العام أقرّ مجلس الأمة بالإجماع تقرير اللجنة المشتركة (من لجنتي شؤون المرأة واللجنة الإسكانية) بشأن قانون الحقوق الإسكانية للمرأة في مداولته الأولى والثانية، وتحقق الحلم الذي انتظرته آلاف المواطنات منذ عقود طويلة. حيث أكد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد أن « إقرار الحقوق الإسكانية والصندوق الإسكاني للمرأة ما هو إلا تحقيق لما تضمّنته خطة التنمية في دعم المرأة، والتي من شأنها تعزيز مكانتها وصيانة حقوقها بما يذلل العقبات أمامها ويمنحها القدرة على المزيد من العطاء والإبداع والعمل. وإن الحكومة كانت ولا تزال تولي المرأة وقضاياها المتعلقة بدعم وتعزيز دورها في المجتمع بالغ عنايتها، وتضع هذا الأمر دومًا في مرتبة متقدّمة من سلم أولوياتها واهتماماتها، إيماناً منها بالدور الحيويّ الذي تقوم به المرأة في دعم مسيرة التنمية والبناء على أرض الوطن. إن المرأة تمثل نصف طاقة المجتمع، ولا تختلف في عطائها وبذلها- بحال من الأحوال- عمّا يقدّمه الرجل، فكلّ في موقعه يتنافس ويتبارى من أجل أداء واجباته ومسؤولياته»، مؤكدًا حرص الحكومة على أن تتضمّن خططها التنموية جملة من القوانين والتشريعات المتعلقة بالمرأة، كما ستقرّ المزيد من القوانين التي تصبّ في مصلحتها في العام المقبل.. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية والإسكان الشيخ أحمد الفهد: «إن القانون انجاز تاريخي يهمّ الأسرة والمجتمع، ويأتي ليمنح المرأة حقوقها في الرعاية السكنية، بعد أن كانت قد حصلت على حقوقها السياسية على عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وعندما كان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يشغل منصب رئيس الوزراء، وها نحن اليوم وفي ظل حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد استطعنا إن نكفل حقاً أصيلا للمرأة في الرعاية السكنية»، وقال: «أنا سعيد جدًا لهذا الانجاز، وسنستعجل إعداد اللائحة التنفيذية للقانون»، لافتاً إلى أنه يضع الخط السليم للرعاية السكنية، وسيكون فاتحة خير».
وكان المجلس قد أحال اقتراحين بقانون لتعديل بعض أحكام القانون (47) لسنة 1993م في شأن الرعاية السكنية إلى الحكومة بعد مناقشتهما والتصويت عليهما في مداولتهما الأولى والثانية، وفي الاقتراح الأول بقانون تنصّ الفقرة الجديدة المضافة إلى المادة (14) من القانون رقم (47) الصادر عام 1993م على أن «تحوّل طلبات الرعاية السكنية المقدّمة من المواطنات الكويتيات المتزوجات بغير كويتيين، والتي قبلت من المؤسّسة قبل العمل بهذا القانون إلى أسماء أزواجهن الذين اكتسبوا الجنسية الكويتية بعد ذلك وأصبحوا مستحقين للرعاية السكنية وفقاً لأحكامه». ويتطرّق الاقتراح بقانون الثاني إلى تعديل بعض المواد الخاصّة بقانون الرعاية السكنية ليشمل الكويتيات المتزوجات بغير كويتيين ممن حصلوا على الجنسية الكويتية وكانت لهن طلبات تمّ قبولها وتسجيلها في عام 1989م أو قبل ذلك للحصول على الرعاية السكنية. ويدعو القانون أيضًا إلى توفير سكن ملائم بقيمة إيجارية منخفضة للكويتيات المتزوجات بغير كويتيين، وللكويتيات المطلقات طلاقاً بائناً، أو الأرامل اللاتي لا أولاد لهن، وكذا للكويتيات غير المتزوجات إذا تجاوزن الـ 40 من العمر وذلك وفق شروط خاصة.
كلمة شكر
ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وولي عهده الأمين، ورئيس مجلس الوزراء، والحكومة الرشيدة، ورئيس وأعضاء مجلس الأمة، على إقرار هذا القانون الذي هو في صالح المرأة الكويتية، والتي تمثل نصف المجتمع، وفقكم الله لخدمة وطننا.
شهيدات الكويت
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون ) صدق الله العظيم
يسرّني أن أطرح لكم هذا الموضوع الذي فيه من معاني حبّ الوطن والتضحية من أجله. حبّ الوطن في عيون المرأة الذي ترجمته المرأة الكويتية بكل فخر واعتزاز: فالشهيدات (أسرار وسعاد ووفاء وسناء) استشهدوا على ذلك الحبّ من أجل وطنهم الغالي.
الشهيدة أسرار القبندي
قاومت أسرار القبندي غزاة ديرتها بكل ما أوتيت من قوة، وأحالت أرض الأحبّة تحت أقدام الغزاة إلى جحيم يحرقهم ويُلهب أبدانهم، حيث نقلت الأسلحة والذخائر، واستغلت خبرتها-كخبيرة كمبيوتر- في تعطيل المراقبة على الهواتف في منطقتي مشرف والنزهة، حتى لا يستغلها الغزاة في التجسّس على أبناء الديرة، كما أنها أنقذت الديسكات الكمبيوترية الخاصّة بالهويات الشخصية، فأنقذت بذلك المعلومات الخاصّة بأبناء الكويت، وكذلك أنقذت 65 رهينة أجنبية من غدر الغزاة، ويشهد الجميع بإخلاصها لديرتها وروحها العالية، وقد قضت أسرار القبندي 70 يومًا في التعذيب، ورحلت أسرار القبندي وبقيت أعمالها خالدة في سجل التاريخ لتضئ للأجيال القادمة الطريق نحو العزة والكرامة.
الشهيدة سعاد علي الحسن
قتل الغزاة سعادتها، وأغدقوا عليها ألوان التعذيب الوحشي، فنالت سعاد نصيب الأسد من الآلام والآهات، فلقد انضمت سعاد إلى المقاومة لتشعر بذاتها من أجل الوطن والأرض والناس، فصنعت الحلوى والبيتزا ودسّت بها السموم لتحصد جنود الطاغية، ولم تهتم سعاد بمصيرها وهي ترى وطنها يضيع من تحت قدميها، فأثبتت سعاد أن أرض الأحبّة أنجبت الأفذاذ من الرجال والنساء، الذين جادوا بأرواحهم، وأزعجوا الغزاة، وقطعوا عليهم الطريق لتحقيق أحلامهم الدنيئة على حساب جثث أبناء الديرة.
الشهيدة وفاء العامر
أقسمت وفاء على أن أحلام الغزاة لا يمكن أن تتحقق على أرض الأحبّة ما دامت هي على قيد الحياة، لذا صرخت وفاء، وكانت تخطف الأبصار بجمالها وحبّها لديرتها ووطنها الكويت، وقالت: مهما اشتدّ عود الباطل فإن نسمات الحق حتمًا ستطيح به، وبعد أن انضمت وفاء إلى مجموعة 25 فبراير شعرت أن حلمها في المقاومة سيتحقق، وأنها ستضرب الغزاة على رؤوسهم بيد من حديد، وقد كان للشهيدة وفاء العامر خالٌ ذاق الأمرّيْن مع الغزاة الذين يُماطلون ويُماطلون في إعطائه إذن دفن لها، وظن الغزاة أن المقاومة ستتوقف برحيل وفاء العامر، إلا أن أعمال المقاومة لم تنته، فاعتقدوا أن شبح وفاء العامر مازال يطاردهم .
الشهيدة سناء الفودري
سناؤك بدرٌ يا سناء، لقد كانت سناء زهرة يانعة تحلم بألوان الربيع ونسماته الرقيقة على أرض الأحبّة، ولقد طار عقل سناء عندما علمت بامتلاء مستشفى مبارك بالجرحى والقتلى من أبناء أرض الأحبّة، فاندفعت سناء لتشارك في المظاهرات السلميّة للتعبير عن رأيها وإعلان رفضها للغزاة، إلا أنها استشهدت لتقول لأبناء ديرتها: الله الله في وطنكم.
هتافات الله أكبر… الله أكبر، كانت تجلي ما فرضه الغزاة على القلوب من خوف ورعب… فكم هي الحياة رخيصة عند الدفاع عن الحق! وكم هو الموت هيّنٌ في سبيل دحر الباطل! وكم هي الشهادة عزيزة في سبيل الله والوطن ودفاعًا عن القيم والأخلاق الحميدة! رحم الله شهداء وشهيدات الكويت، وحفظ كويتنا الغالية من كل شرّ ومكروه.