هناك العديد من الشخصيات التي مرت على دولة الكويت و نقشت بها اسماؤهم بحروف من ذهب
أقدم لكم مقالا جديدا بعنوان شخصيات كويتية لها تاريخعبر موقع الكويت kwt32
قدّمت الكويت عبر تاريخها شخصيات وطنية، أولئك الذين لم يبخلوا بالتضحية من أجل مستقبل أفضل لأبنائهم وإخوانهم من الشعب الكويتي. وعبر هذه الصفحة نحاول أن نردّ الجميل بتذكّر مواقفهم الصلبة والشجاعة، والتي كلفت أرواحًا وأموالاً وكرامة، لكن هؤلاء الرجال قدّموها بنفس راضية من أجلنا. فلنتعلم من هؤلاء الرجال كيف تكون المواقف؟، وليتعلم بعض الساسة منهم التضحية من أجل الكويت وليس من أجل المصالح الشخصية.
أحمد الخطيب
ولد في عام 1927 بمنطقة الدهلة، وتلقى تعليمه بمدرسة العنجري، وانتقل بعدها إلى مدرسة الأحمدية، وبعدها إلى المدرسة القبلية، وأمضى بها ثلاث سنوات. وفي فبراير من عام 1942م ذهب في بعثة إلى بيروت لاستكمال دراسته بالطب. وقد بدأ عمله السياسي وهو بالجامعة الأمريكية بتشكيل حركة القوميّين العرب مع بعض الطلبة العرب الموجودين بعد احتلال إسرائيل لفلسطين عام 1948م. حيث نظم القوميّون العرب مظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن جراء ذلك النشاط السياسي تمّ فصل الخطيب من الجامعة، لكن بعد تدخّل الحكومة اللبنانية تمّت إعادته. وتخرج الخطيب عام 1952م بعد أن نال شهادة الدكتوراه في الطب العام، ثم رجع إلى الكويت وعمل بالمستشفى الأميري لمدة عام واحد، فتح بعدها عيادة خاصة. ثم كوّن أول خلايا حركة القوميين العرب، وقد قام بتقديم العريضة الموقعة من رجالات الكويت إلى الشيخ عبد الله السالم الذي لم يوافق على ما جاء بها، وعلى إثرها تمّ تنظيم مظاهرة بمسجد السوق، كما كان الخطيب أحد المنظمين بالمهرجان الخطابي في ثانوية الشويخ، وتمّ بعد هذا المهرجان إغلاق النوادي الثقافية. وشغل الخطيب منصب نائب الرئيس بالمجلس التأسيسي الذي وضع دستور البلاد. وقد استمر بالعمل بالمجال البرلماني والسياسي حتى عام 1985م، وكان آخر مجلس أمة شارك به سنة 1992م، واعتزل بعدها العمل السياسي ليتفرّغ لعيادته الخاصة.
عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم
ولد عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم في عام 1922م في حي قبلة، وتلقى تعليمه في مدرستي المباركية والأحمدية، وسافر إلى الهند لتكملة دراسته، وبعد عودته إلى الكويت عمل بالتجارة مع والده، وقد أسس الكتلة الوطنية مع عبد الله حمد الصقر، وفي 29 يونيو 1938م تمّ انتخابه للمجلس التشريعي الذي كان يضم 14 عضوًا برئاسة الشيخ عبد الله السالم الصباح، وللعلم فإن باقي الأعضاء هم: (حمد داوود المرزوق، عبد الله حمد الصقر، يوسف بن عيسي، مشاري الحسن البدر، يوسف صالح الحميضي، يوسف مرزوق المرزوق، مشعان خضير الخالد، محمد شاهين الغانم، خالد عبد اللطيف الحمد، سلطان إبراهيم الكليب، سيد علي سيد سليمان، صالح عثمان الراشد، وسليمان خالد العدساني)، وفي 25 مارس 1939م تسبّب حلّ المجلس التشريعي الثاني في مصادمات بين الحكومة ومؤيدي المجلس، وكان من نتائج هذه المصادمات أن أقدمت السلطة على إلقاء القبض على كل من: (عبد اللطيف ثنيان الغانم، وصالح عثمان الراشد، سيد علي سيد سليمان، سليمان خالد العدساني، ومشعان خضير الخالد) الذين كانوا متواجدين بالكويت آنذاك، أما البعض الآخر فقد هرب، وقد أمضى هؤلاء بالسجن أربع سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يومًا إلى أن تدخّل وجهاء البلد فتمّ إطلاق سراحهم، ولموقف الشيخ أحمد الجابر الصباح لم يتمّ إعدامهم. وفي عام 1952م تمّ انتخاب عبد اللطيف الغانم للمجلس البلدي وعُيِّن مديرًا له. كما أنه رشح نفسه للمجلس التأسيسي عن دائرة (كيفان)، ثم انتُخب رئيسًا للمجلس التأسيسي الذي وضع دستور البلاد عام 1962م. وفي 11 نوفمبر 1962م تمّ التصديق على الدستور من قِبل الشيخ عبد الله السالم الصباح حاكم البلاد. وعُيِّن عبد اللطيف الغانم وزيرًا للصحة لأول وزارة بعد الدستور. وفي عام 1964م ترك العمل السياسي وتفرَّغ لأعماله الخاصة.
أحمد زيد السرحان
ولد أحمد السرحان في عام 1920م بمنطقة القبلة، وتلقى علومه بالمدرسة المباركية والأحمدية وبعدها بالإرسالية الأمريكية وذلك لحبّه للغة الإنجليزية، وفي عام 1935م سافر إلى بغداد لتكملة دراسته، وبعد عام واحد عاد إلى البلاد بسبب الغربة، فعمل بشركة نفط الكويت ممثلاً عن عبد الله الملا سكرتير الحكومة لدى الشركة، وبعد قيام المجلس التشريعي تمّ تشكيل كتلة الشباب الوطني في عام 1938م، وكان هدف كتلة الشباب الوطني هو دعم الكتلة الوطنية، كما عمل السرحان كمعاون لسكرتير الكتلة الوطنية خالد سليمان العدساني، ولكن لم يستمر عمل كتلة الشباب الوطني إلا لعام واحد، وعندما تمّ إغلاق الأندية في عام 1938م واعتقال أعضاء الكتلة الوطنية وكتلة الشباب الوطني، كان أحمد السرحان في بومباي للعلاج، وعاد إلى البلاد بعد أن توسّط له والده لدى السلطة بعد أن هدأت الأوضاع، وفي عام 1965م تمّ انتخاب السرحان لعضوية مجلس الأمة، وكان من النوّاب الـ 31 الذين عارضوا تشكيل الوزارة لتعارضها مع المادة 131 التي تمنع الوزير من ممارسة التجارة، وقد أدّت هذه المعارضة إلى استقالة الحكومة، أما في عام 1967م فقد رشح السرحان نفسه لانتخابات مجلس الأمة ورشح كرئيس للمجلس، كذلك يعتبر أحمد زيد السرحان من رجال الأعمال المعروفين.
جاسم القطامي
ولد جاسم القطامي في عام 1929م بحي شرق، وتلقي تعليمه بالكتاتيب، وبعدها ذهب إلى المدرسة الشرقية ومن ثمّ المباركية، وفي عام 1948م غادر الكويت إلي مصر للدراسة فقدّم أوراقه إلى كلية الطب وكلية الشرطة معًا، فدرس بكلية الطب لمدة عشر سنوات إلى أن تمّ قبوله بكلية الشرطة فترك الطب، ومن شدّة خوفه من ركوب الطائرة استقر في مصر لمدة خمس سنوات إلى أن تخرّج من كلية الشرطة وعمل بها لمدة عام، ثم عاد إلى الكويت وعُيِّن أول مدير للشرطة في عام 1954م، وعمل بها لمدة عامين قام بالكثير من الإصلاحات. وعند بداية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م هاج الشارع الكويتي وبدأت المظاهرات فصدرت الأوامر إليه بإخماد المظاهرات فرفض تنفيذ الأوامر وكان جوابه: «بأن الشرطة على استعداد لحراسة المظاهرات وتنظيمها لا ضربها أو تفريقها»، ثم أقدم على الاستقالة احتجاجًا على الأوامر ومن دافع حسه الوطني، وهذا نَصّ الاستقالة التي قال فيها: « كان بودي الاستمرار في عملي كمدير لشرطتكم الموقرة، بيد أن اختلافي مع سموّكم في مسائل تتعلق بمستقبل الشعب وبحريته وكرامته، ومع أنني لا أستطيع أن أحارب هذه الأفكار التي أنا شخصيًا مؤمن بها ومستعد للتضحية بالنفس والمال في سبيل استمرارها وبلوغها ما تصبوا إليه، لهذا أرجو قبول استقالتي والله يحفظكم»، وقدّمها إلى الشيخ صباح السالم، وعمل القطامي بعد ذلك مديرًا في شركة السينما الكويتية وذلك في الفترة من عام 1956م حتى 1959م، وقد كلف من قِبل حركة القوميين العرب والذي كان أحد أعضائها بإلقاء خطاب في ذكرى الاحتفال بالوحدة بين مصر وسوريا في ثانوية الشويخ، وكان من أحد أسباب إلغاء الأندية الثقافية عندما قال القطامي في خطابه: «آن الأوان لحكم شعبي ديمقراطي يكون للشعب فيه دستوره ووزراؤه» مما كان له ردة فعل لدى الأجهزة الأمنية، سُحب على إثرها جوازه مع بقية زملائه، وكذلك طلب من إدارة شركة السينما إنهاء خدماته فرفضت الإدارة الطلب، لكن جاسم القطامي استقال ليُبعد المشاكل عن إدارة الشركة، وظلّ بلا عمل من عام 1959م لغاية 1962م، ثم استُدعي من قِبل الشيخ عبد الله السالم وطلب منه العمل كمستشار بالديوان، بعدها نقل إلى الخارجية وعمل كوكيل أول للخارجية. وفي عام 1963م رشح نفسه لانتخابات مجلس الأمة، وكانت مواقفه تنبع من حسّه الوطني، فعند طرح اتفاقية تنفيق العوائد الحكومية كان من المعارضين داخل وخارج المجلس، إلى أن تمّ تنفيذ مطالب المعارضين بتأميم النفط، كما كان القطامي من المؤسّسين للحركة الرياضية بالكويت، وذلك عندما كان أول رئيس لاتحاد كرة القدم الكويتي عام 1957م، كذلك كان له دور هام في تأسيس اللجنة الأولمبية. وفي بداية السبعينات أسّس حركة التجمّع الوطني بعد الخلاف مع حركة القوميين العرب، وللعلم فإن جاسم عبد العزيز القطامي يعمل الآن كرئيس للجنة حقوق الإنسان.
سيد زيد سيد الرفاعى
(1896-1969) رحمة الله عليه، وهو من مواليد القبلي، وقد تلقى تعليمه كعادة أهل الكويت بالمدارس الأهلية، واستهوته منذ الطفولة قراءة الكتب، وكان تاجرًا حيث امتلك متجرًا لبيع المواد الغذائية، وكان لديه سفينة يُبحر بها خلال موسم الغوص، وقد قرّر العزم ورشح نفسه في انتخابات أول مجلس بلدي في تاريخ الكويت وفاز بالاقتراع السري المباشر، واستمر بالتشريح لعضوية المجلس ثلاث دورات متتالية، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.