رمضـان قديمــا

كان أهل الكويـت يح

تفلون بشهر رمضان احتفالا كبيرا ، يحيون ليله ويصومون نهاره ، وكانوا يقرءون القرآن ويتباهون بعدد الختمات التي أتموها خلال رمضان ، فبعضهم يختم القرآن ست أو سبع مرات ، وكانوا يحيون ليله بصلاة التراويح والقيام ، وما زلال أهل الكويـت على سجيتهم الطيبة يواصلون العطاء ويقدمون الإفطـار في المساجد طوال ايام الشهر مما يتبرع به بعض المحسنين .

وفي ليالي رمضـان تعمر الأسواق ، وتفتح الدكاكين ويتزاور لأصدقاء والأقارب .

 مدفــع رمضــــان

عند الغروب يحتفل الأولاد يوميا بإنطلاق مدفع الإفطار وتعرف بالواردة حيث يجتمعون بالقرب من مكان المدفع منذ العصر ، وعندما ينطلق المدفع يأخذون بالتهليل والزغاريـــد

أكــلات رمضـــان

لرمضان أكلات خاصة مثل الهريس والتشريب والجريش ، وعقب العشاء يأكل الناس المحلبية والماعوطه والزلابيـا ، واللقيمات والغريبة والجوامع .

                                   
أبو طبيلــة

شخص يقوم بإيقاظ النائمين للسحور كل ليله ، فكان أبو طبيلة يسهر ليالي رمضان ويلف هنا وهناك وهو يقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) بغرض إيقاظ النائمين وحثهم على تناول طعام السحور ، فمنهم من يقدم له الصحون المليئة بالهريس والتشريب ، وهكذا حتى أواخر ليالي رمضان ، وفي النهاية يودع الشهر ويردد بالألحان الحزينه ( الوداع ، الوداع يارمضان وعليك السلام شهر الصيـام  . 

القرقيعـــــــان

في منتصف رمضـان تكون ليالي القرقيعـان وهي خاصة بالأولاد والبنات ، وعندما تحل ليالي القرقيعان وهي خاصة بالأولاد والبنات ، وعندما تحل ليالي القرقيعان يترك الأطفـال بيوتهم بعد انقضاء فترة الفطـور ، حيث يلتقي الأطفال في السكيك والأحياء ويكونون مجموعات .

فتطوف تلك المجموعات على منازل الحي حاملة الأكياس والطبول والطويسات ، وأحيانا يتنكرون بأقنعه مثيرة على وجوههم تجلب الإنتبـاه ، وهم يرددون الأغاني الوطنية ، وعند أبواب المنازل يوزع عليهم القرقيعان وهو عبارة عن الحلوى والمكسرات وسمي بهذا الإسم لقرقعة الأكيـاس.

العيد في الكويت قديما

 العيد من المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمين وهي رمز المحبة والتالف فيما بينهم وكسائر المسلمين يحتفل أهل الكويت بالعيد ويفرحون بقدومه ورغم التطورالذي حصل في الكويت بعد ظهور النفط والتغير الذي طرأ على المجتمع ودخول بعض العادات الداخلية علية لازال المجتمع الكويتي  محافظا على بعض من هذه العادات والمراسيم التي كانت موجودة في الماضي حيث كانت مناسبة العيد  لها بهجة أكثر وفرحة أغمر , ينتظره الناس بفارق الصبر ويستعدون له كامل الاستعداد لأنه بالنسبة إليهم يعني التغيير والتجديد فهم يلبسون فيه الجديد، ويأكلون ويلعبون كان له بريق خاص ورونق وجمال قديما كان يختلف عما هو عليه في هذا الوقت الحالي من حيث المراسيم والعادات التي كان أهلنا رحمهم الله يقومون بها قبل قدومه والتي إندثر بعضها ومازال بعضها قائماً في موضوعي هذا سوف أتطرق عن المراسيم والعادات التي كان أهل الكويت يقوم بها في العيد  قديما والتى هي جزء لا يتجزأ من تراثنا العريق والذي يدل على مدى الترابط والتلاحم بين أهل الكويت قديما.
مراسيم وعادات ومظاهر العيد

من الصباح يقوم الكبار والصغار باكراً لأداء صلاة العيد  مهللين مكبرين وحامدين الله على ما خصهم به من جزيل النعم وقد لبسوا افخر ملابسهم وتجملوا بما عندهم من زينة وبعد الصلاة تبدأ مراسيم وعادات ومظاهر العيد  في الكويت.

مراسيم العيد

للعيد قديما مراسيم متعارف عليها عند أهل الكويت قديم ولاتزال موجودة وهي على النحو التالي

1- تهنئة الأسرة الحاكمة: في اليوم الأول وبعد الصلاة يذهب أهل الكويت قديما إلي الأمير لتهنئة الأسرة الحاكمة بحلول العيد حيث يتواجد إفراد الأسرة آل صباح الكرام في قصر الأمير يستقبلون المهنئين من أهل الكويت ولا تزال هذه العادة موجودة إلي الآن.

2- تبادل الزيارات بين الأهالي : يتبادل الكويتيين الزيارات فيما بينهم للتهنئة حيث يقول أهالي جبلة بزيارة إخوانهم أهالي شرق وأهل الوسط وكذلك هو الحال في قري القصور وقرية الجهراء في تلاحم يدل على مدي رقي ومحبة أهل الكويت لبعضهم قديما وتقدم خلال الزيارات القهوة والشاي ويتم تقديم ماء الورد والعود حيث يقوم الأهالي بتهنئة بعضهم البعض ويقولون المهني لأخيه ” عيدك مبارك” فيجب علية بقوله “إعادة الله علينا بخير و عليكم بخير وعافية ” وغيرها الكثير من العبارات.

عادات ومظاهر العيد

للعيد قديما مظاهر وعادات تختلف عما هيا علية في الوقت الحالي وهي عادات تتدل على ترابط وتلاحم أهل الكويت ومن مظاهر وعادات العيد  قديما كتالي:

1- تعطيل الاعمال : في العيد  قديما يعطل الكويتيون أشغالهم وإعمالهم لمدة أسبوع كامل و ويتم التحضير للعيد قبل قدومه بفترة.
2- ترتيب البيت : من مظاهر العيد  في الكويت يقوم أهل البيت بتنظيفه وترتيبه حتى يكون لائقا بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطا بالعطور الخاصة إضافة إلى البخور والمعمول وغيرها

3-  الملابس الجديدة : تخاط الملابس للكبار و للصغار، كالدشداشة للأولاد والدراعة والبخنق للبنات ، وكانت بعض السيدات يخطن ملابس أولادهن بأنفسهن.

4-  تجهيز الحلويات : تصنع الحلويات الشعبية في البيوت استعدادا للعيد والبعض يقوم بشرائها من السوق، من هذه الحلويات( قرص عكيلي – البقصم – لسان الثور – ىبيض القطا – الغريبة) وغيرها من الحلويات المعروفة قديما في الكويت

5-  صلاة العيد : في عيد الفطر يفطر كافة إفراد الأسرة على حبات قليلة من التمر ثم يذهبون إلى المسجد لأداء صلاة العيد وبعد الصلاة يتجمع الأطفال بكثرة خارج المسجد وأصواتهم تتعالى ويسمعها من في الداخل ويتباهون بملابسهم الجديدة وكل منهم ينظر إلى ملابس الآخر والبعض يتفاخر بان ملابسه أحسن من غيره.                                          

6-  طعام العيد : يهتم الكويتيون اهتماما خاصا كبير في الطعام خلال فترة العيد  سواء الفطر أو الأضحى فمنهم من يخصه لعائلته و بأقاربه ومنهم من يفتح أبوابة للفقراء من أهل الخير وهم كثير في الكويت وهي عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل الكويت قديما ومن عادات الطعام في العيد  كتالي:

أ. افطار العيد : بعد الصلاة يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى في البيت للإفطار (ريوق العيد) الذي يتكون من أصناف عدة تشتهيها النفس مثل الكيك والفول المطبوخ (الباجيلا) والحمص المطبوخ (النخي) وخبز الرقاق وبعض الحلويات الشعبية كالدرابيل ويتبادلون الأحاديث الطريفة قيما بينهم

ب. غداء العيد : في العادة يكون غداء عيد الفطر باكرا ويكون في الغالب سمك ” محمر” وفي عيد الأضحى يكون من لحم الأضاحي لاتزال عادة الغداء والمحمر موجودة عند بعض العوائل في الوقت الحالي.

7- تبادل الزيارات للنساء : بالنسبة للنساء يذهبن لتبادل الزيارات وتقديم التهاني للأقارب والجيران من النساء.

8- عرضة العيد : تقام حفلات العرضه كل نهار ويقوم الرجال بالرقص في العرضة في البنادق والسيوف ويشدون الأناشيد الحماسية.

9- العيدية : وهي هدية مالية تقدم إلى الأبناء في العيد وينتظرها الصغار ببالغ الشغف قديما وقد كانت لها نكهتها الخاصة في المجتمع الكويتي  قديما، فالحياة ما قبل النفط جعلت ‘القريشات’ شحيحة في يد الأطفال، لكنها تمتلئ في الأعياد.

10- استعدادات اخري : هناك استعدادات أخرى كانت تتم بين الأهالي فعلي سبيل المثال “الحمارة” وهم الذين يقومون ببيع الماء على ظهور الحمير كان لهم دور في هذه المناسبة حيث يقومون بصبغ حميرهم بالألوان الفاقعة مع تخضيبها بالحنة وتزيينها بالخرق الملونة البالية وتعليق الأجراس عليها والغرض من ذلك هو تأجيرها للركوب عليها بالعيد

11- ألعاب الأطفال : كذلك يقوم بعض المتخصصين بصنع الألعاب المسلية للأطفال كالمراجيح و”القليلبة” وأم الحصن وغيرها ووضعها في الساحات (البرايح) استعدادا للاحتفال بالعيد

وختاماً أرجو أن أكون قد وفقت في أعطاء نبذة بسيطة عن مظاهر وعادات العيد  في الكويت قديما لما للعيد من مكانة خاصة عند أهل الكويت قديما حيث كان أهل الكويت قديما ينتظرون العيد  بفارغ الصبر لأن العيد  يعني لهم التغير في أمور الحياة اليومية القاسية في السابق.

One Comment

  1. مبدع كعادتك يا أخي .

اترك رد