عقابهم من جنس عملهم
الأخلاق الحميدة نعمة من نعم الله , ونتمنى من الله أن يعطيها لكل إنسان , لأن الإنسان يرتقي بأخلاقه وكم من بلدان حطمتها سوء الأخلاق , فالكل يعلم ماحدث بقوم لوط وكانت قصتهم وفعلهم الشنيع سبباً في هلاكهم , فقوم لوط خلقٌ مفسدون , وما شابههم في فعلتهم أهل قرية بومبي والذي يتكون عدد سكّانها حوالي 200 الف نسمة , تقع تلك القرية في إيطاليا وكانت قديماً في عهد الإمبراطور نيرون مزدهرة وعامرة , ولكن لا يعلم سكانها أن العمران تبنيه الأخلاق .
وبومبي اليوم تعتبر مقصد للسيّاح ليس للتأمل بطبيعتها الخلّابة وإنما لمشاهدة ما حل بهذه القرية من دمار شامل , وقد تم إكتشافها في عام 74 م وقد دمرت هذه القرية كاملةً بسبب بركان ضخم بطريقة غريبة , حتى تكون عبرة لمن يعتبر .
القصة وما فيها ان هذه القرية كانت لديها حضارة مزدهرة وكان بالقرب منها بركان خامد , وكان سكان هذه المدينة جميعهم من الأثرياء , حتى أن شوارعها كانت معبدة بطريقة تدل على مدى تطور وغنى تلك القرية وتتوفر فيها جميع الخدمات من حمامات عامة وشبكات مياه تصل للبيوت دون عناء في حملها , وكان في القرية ميناء بحري ومسارح وأسواق كلها تعكس مدى التطور والراحة التي كان يتمتع بها سكانها .
ولكن تلك القرية أشتهرت بممارسة الرذيلة وحب الشهوات والزنا , أعاذنا الله منها جميعاً , وانتشرت بها بيوت الدعارة في كل مكان , حتى أنهم كانوا يمارسون الزنا والشذوذ مع الحيوانات , وأمام الأطفال ولكن كان الله لهم بالمرصاد فقد ثار البركان الخامد منذ قرون فأهلك القرية بكاملها , وظهرت جثثهم في كل مكان في القرية كلٌ في مكان متحجراً وبالوضعية التي كان عليها في آخر لحظة , ليكونوا عبرة للأقوام اللاحقة , ومثل لكل من تسوء أخلاقه , فالله يريد من خلال هلاكهم أن يتعظ البشر من فعلهم الشنيع لأن الأخلاق تبني العمران .
وها هي قرية بومبي تعتبر مكان سياحي يأتيه السيّاح من كل مكان ليروا عذاب الله وعقابه للشاذين وممارسي الرذيلة , ألا بالأخلاق ترتقي الأمم ( إنما الامم اخلاق , متى ذهبت اخلاقهم ذهبوا ).
تابعونا دائماً من خلال موقعكم www.kwt32.com لتعرفوا أكثر .
اللهم اني أعوذ بك من غضبك .
كأنهم حجارة، ولكن التنبيه المهم هو العبرة والاستفادة .
جزاك الله خير