ما تتمييز بها الكويت”الديوانية”

الديوانيــــة

تلك التي تتميز بها الكويت عن سائر دول الخليج العربي والعالم فهي أكثر من مكان لقاء وتحاور تتم فيه مناقشة كل الأمور بصراحة وعلانية ومن دون  خوف أو وجل ..وهي أكثر من كونها علامة ثقافية واجتماعية على تجذر المنحى الديمقراطي في المجتمع الكويتي بل لقد أضحت أحد أبرز المعالم التي تميز خصوصية الهوية والشخصية الكويتية خلال كل مراحل التقدم والإنكفاء والصعود والهبوط والقلة والرخاء التي طبعت مسيرة الكويت في التاريخ . 

كيف يمكن لنا الاقتراب من تاريخ الثقافة في الكويت من دون عبور باب الديوانية اللصيفة بالبيت الكويتي حيث تستعاد وتتأصل العادات والتقاليد والمتوارثة أباً عن جد منذ النشأة الأولى وهي لهذا تتمسى باسم الأسرة وليس باسم كبيرها لتأكيد واقع أنها ليست مكاناً عاماً للتجمع والتحاور بقدر ما هي نظام اجتماعي يفصح عن تمظهر الأسر وأدوارها . 

في الديوانية اتخذ أهل الكويت قرارهم وجمعوا من المال ما يكفي لإقامة مدرسة المباركية أول مدرسة في الكويت ثم تلتها الأحمدية .

وفي ديوانية الجوعان افتتح النادي الأدبي عام 1923 .

وفي ديوان منزل الشيخ حافظة وهبة اتخذ قرار افتتاح أول مكتبة كويتية .

عادةً ما يتكون البيت الكويتي من ساحة واحدة، إلا أن الأسر المقتدرة تقوم بتشييد ساحة منفصلة أو تحديد غرفة في جانب من البيت يُطلق عليها “ديوانية”.
تتميز هذه الغرفة أو الساحة بأنها منفصلة عن باقي المنزل، وهي عبارة عن مكان عام لاستقبال الضيوف وللالتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب لمناقشة الأحداث وتبادل الأحاديث في وقت الفراغ.

تظل البوابات الرئيسية للديوانية مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الضيوف. تمتد على جانبي البوابات من الخارج مقاعد يستريح عليها المارة.

وهناك بعض الديوانيات التي تطل على الساحل حيث يستمتع فيها الضيوف بنسيم البحر وبخاصة في فصل الصيف.

قد تضم الديوانية أحيانا مكانًا يُخصص للزوار الذين يريدون قضاء ليلة أو أكثر في البلاد.

وما تزال بعض الديوانيات التي تنتشر على طول شارع الخليج تستقبل الزوار كما كانت في الماضي تمامًا.

تضم الديوانية مجلسًا رئيسيًا، يُسمى “ديوان”. تطل بوابات هذا المجلس على الساحة الداخلية ويحتوي الديوان على فرش مريح للزوار، فتنتشر في أنحائه الوسائد التي تستخدم كمقاعد ومساند للأذرع ويُفرش على الأرضية السجاد الفارسي المعقود والمغزول.

من أبرز الأدوات التي تضمها الديوانية أدوات تحضير القهوة التي تعبق بعبير وطعم الهيل. ويتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به. تضم أدوات تحضير القهوة أباريق متدرجة الأحجام من النحاس ذات أغطية ومقابض طويلة معقوفة تسمى دلال وتقدم القهوة في أكواب صغيرة من الخزف. يقوم صاحب الديوانية بنفسه بتحضير القهوة للضيوف أو يعين عاملاً مختصًا للقيام بهذه المهمة.

حافظت الديوانية على أهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في دولة الكويت، بل أصبحت الديوانية اليوم واحدة من مؤسسات المجتمع المدني التي تلعب دورًا بارزًا في الحياة الديمقراطية والنيابية.

يمكن القول أن الديوانية أصبحت المحرك والمؤشر المرجعي للكثير من القرارات. فقد زادت أعدادها مئات المرات وأصبح من الممكن إيجاد ديوانية أو أكثر في أي شارع داخل دولة الكويت. يفتح بعضها أبوابه كل يوم ويستقبل بعضها الرواد يومًا واحدًا أو يومين من كل أسبوع. ويفتح بعضها أبوابه في المناسبات.

أصبح الجو العام للديوانية أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية وصالونات السياسة.

وتتميز بعض هذه الديوانيات العصرية والحديثة بأنها مزودة بتلفزيونات وأجهزة راديو والمحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات.

كما صار لبعضها أهداف محددة (رياضية، اقتصادية،سياسية) وجداول ومواقيت وتعلن بعض هذه الديوانيات عن الموضوعات التي ستُطرح للنقاش قبل أيام من موعد الاستقبال.

ومن أطرف الديوانيات التي ظهرتحديثًا، الديوانيات النسائية التي تستقبل أيضًا الزوار الذكور ممن لهم اهتمامات وأنشطة مشتركة.

 

تعليق واحد

اترك رد